الرياضة

رغم فرحة بريطانيا وأمريكا… استضافة مونديالي السيدات 2031 و2035 تثير الجدل

استضافة مونديالي السيدات 2031 و2035 تثير الجدل

أعلنت “فيفا” رسميًا فوز الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بحق استضافة بطولتي كأس العالم للسيدات لعامي 2031 و2035 على التوالي، في خطوة تعكس حجم التقدم الذي حققته كرة القدم النسائية في كلا البلدين. تمتلك أمريكا وإنجلترا أكبر جماهير للعبة، وأقوى الدوريات الاحترافية، وأحدث الملاعب والبنية التحتية الرياضية، مما يجعل من تنظيم البطولة هناك تجربة مضمونة النجاح من حيث التغطية الإعلامية والحضور الجماهيري. وفقًا لتقرير الجارديان

لكن من منظور عالمي، يطرح هذا القرار تساؤلات مهمة: لماذا لم تتقدم أي دول أخرى بملفات تنافسية؟ ولماذا تستمر البطولات الكبرى في الدوران بين نفس الدول بينما تفتقر مناطق مثل أفريقيا وآسيا إلى فرص حقيقية لاستضافة حدث يمكن أن يكون نقطة انطلاق لتطور اللعبة فيها؟

امتلأت الملاعب في أنحاء إنجلترا استعدادًا لبطولة يورو 2022.

رغم أن أمريكا سبق أن استضافت البطولة مرتين، ومن المتوقع أن تتقاسم استضافة نسخة 2031 مع المكسيك، إلا أن تركيز تنظيم البطولات الكبرى في دول متقدمة قد يوسع الفجوة بين البلدان ذات البنية التحتية المتطورة وتلك التي لا تزال في بداية مسار تطوير كرة القدم النسائية.

ومن الناحية الحقوقية، لا تخلو الاستضافة الأمريكية من الجدل، خصوصًا في ظل السياسات المقيدة لحقوق المرأة في بعض الولايات الأمريكية، مثل القيود المفروضة على الإجهاض. أما المملكة المتحدة، فعليها تحسين شبكات النقل والبنية التحتية لضمان تجربة سلسة للمشجعين الدوليين بحلول 2035.

ما تأثير تنظيم كأس العالم للسيدات في أمريكا وبريطانيا على تطوير اللعبة عالميًا؟

 

رغم أن استضافة البطولات في دول تمتلك جماهير كبيرة وملاعب حديثة يساعد على تسليط الضوء على كرة القدم النسائية، إلا أن الاستمرارية في تجاهل دول الجنوب العالمي يُفقد البطولة دورها التنموي. فحتى اليوم، لم تستضف أي دولة أفريقية هذه البطولة، ولم تُمنح دول آسيا، باستثناء الصين، فرصة ثانية.

هل هناك أمل لتوزيع أكثر عدالة في المستقبل؟

 

بحلول 2039، قد يكون الوقت قد حان لمنح القارات الأخرى فرصة الاستضافة. ومع النجاح المرتقب للبرازيل في 2027، قد تشكل التجربة حافزًا لدول مثل جنوب أفريقيا، المغرب، أو اليابان لتقديم ملفات جديدة. في المقابل، يبقى الضغط على “فيفا” قائمًا لضمان توزيع أكثر توازنًا للبطولات الكبرى بما يخدم نمو كرة القدم النسائية عالميًا.

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. عمل في مؤسسات إعلامية محلية ودولية، وتولى إدارة محتوى في مواقع إخبارية مثل "أخباري24" والموقع الألماني "News Online"، وغيرهم, حيث قاد فرق التحرير وواكب التغيرات المتسارعة في المشهد الإعلامي العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى