ترامب يهدد إيران: تفاوضوا بشروطي أو واجهوا الانهيار الكامل والضربات العسكرية
أوروبا مهمشة وإيران تواجه ضغوطًا غير مسبوقة بين الدبلوماسية والانفجار العسكري

في خطوة تنم عن تصعيد غير مسبوق، قدّم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران خيارًا صارمًا لا مجال فيه للمناورة: إما قبول العودة إلى المفاوضات وفق شروطه الصارمة، أو مواجهة انهيار شامل يشمل برنامجها النووي، وأجهزتها الأمنية، واقتصادها، عبر ضربة عسكرية إسرائيلية مدعومة من واشنطن.
رسائل مزدوجة: تجاه إيران وأوروبا
من خلال هذا التصعيد، يوجه ترامب رسالتين واضحتين: الأولى إلى طهران مفادها أن أي مفاوضات لن تتم إلا بشروطه، والثانية إلى الأوروبيين بأنه لا مكان لهم على طاولة اتخاذ القرار، فالعالم يُدار اليوم بإرادة منفردة وليست جماعية.
ازدراء ترامب للأوروبيين في قمة مجموعة السبع
في قمة مجموعة السبع بكندا، عبّر ترامب عن استخفافه بالزعماء الأوروبيين حين غادر القمة قبل موعدها بيوم، تاركًا الحلفاء يعيدون ترتيب جدول أعمالهم بدونه. وعندما حاول ماكرون تهدئة الموقف بالإشارة إلى قرب هدنة، سارع ترامب إلى السخرية منه عبر منصته قائلاً إن الرئيس الفرنسي “دائمًا ما يُخطئ”، مؤكدًا أن ما يسعى إليه أكبر من مجرد وقف لإطلاق النار.
موقف واشنطن من وقف إطلاق النار يُفشل البيان الختامي
رفضت الولايات المتحدة إدراج بند وقف إطلاق النار في البيان الختامي للقمة، مما اضطر الدول الأوروبية للرضوخ والموافقة على نص باهت، لا يتضمن سوى عبارات عامة حول “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” و”دعم أمنها”، ما كشف تراجع تأثيرهم في صياغة القرارات الحاسمة.
أوروبا خارج اللعبة السياسية
بدت أوروبا، في ظل هذه التطورات، عاجزة عن التأثير، تكتب بيانات توافقية بينما تُصاغ القرارات الحقيقية بالقوة. ومع تعليق موسكو بأن مجموعة السبع “عديمة الجدوى”، بدا وكأن الأوروبيين يتحركون في فراغ دبلوماسي بلا فعالية حقيقية.
محاولة أوروبية يائسة للوساطة
رغم تهميشهم، حاول الأوروبيون لعب دور الوسيط، حيث تواصل وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا مع إيران، ناقلين مقترحًا أمريكيًا غير رسمي يشمل وقفًا غير مشروط لإطلاق النار، وتراجع طهران عن خطواتها النووية التصعيدية، مقابل تجنب كارثة إقليمية وشيكة.
العراقجي يضع شروطًا إيرانية مضادة
لكن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أبلغ نظراءه الأوروبيين أن إيران لن تهدّئ الموقف ما دامت إسرائيل مستمرة في هجماتها، وهو شرط صعب التنفيذ في ظل التوترات الحالية. وتم رفع ملخص هذه المحادثات إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، رغم أن الأوروبيين لم يُستشاروا في الخطة الأمريكية.
بريطانيا: لا دعم للضربات لكن لا ثقة في إيران
وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي شدد على أن بلاده لا تؤيد الضربات الإسرائيلية، لكنه حذر من أن البرنامج النووي الإيراني يجب احتواؤه. وأكد أنه لا يمكن لأي ضربة عسكرية أن تُنهي قدرات إيران النووية، معتبراً أن الحل في يد الإيرانيين أنفسهم.
ماكرون يحذر من مغبة تغيير الأنظمة بالقوة
الرئيس الفرنسي ماكرون بدوره حذر من تكرار أخطاء الماضي قائلاً: “من يظن أن القصف الخارجي قادر على إنقاذ بلد دون إرادته يكرر خطأً تاريخياً”، في إشارة واضحة إلى رفضه لخيار تغيير النظام الإيراني بالقوة.
ترامب: لا نهاية للأزمة دون تنازل إيراني شامل
ترامب، وهو في طريقه إلى واشنطن، صرّح من على متن الطائرة الرئاسية بأنه لا يرى نهاية للأزمة إلا عبر “تنازل كامل” من إيران بشأن برنامجها النووي، وهو ما يعني فعليًا تخلي طهران عن حقها في تخصيب اليورانيوم، وهو خط أحمر لطالما تمسكت به.
إيران أمام مفترق طرق… وأوروبا على الهامش
تجد إيران نفسها الآن في لحظة مصيرية: إما التنازل للحفاظ على البقاء، أو المخاطرة بمواجهة كارثية. بينما تبقى أوروبا، المنهكة سياسيًا ودبلوماسيًا، شاهدة صامتة بلا نفوذ حقيقي على مجريات الأحداث.