أحمد سلطان لـ”العالم في دقائق”: كواليس غير معلنة عن حماس وطوفان الأقصى
الباحث السياسي أحمد سلطان: هكذا خططت حماس لـ"طوفان الأقصى".. تصريحات خاصة لـ"العالم في دقائق"

مازالت “حركة حماس” تخوض عمليتها التي وصفها الشعب الفلسطيني بالأشرس والأعنف منذ بداية التواجد الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية.
فعلى الرغم من الفرحة العارمة التي شعر بها الشعب الفلسطيني خلال الساعات الأولى من إعلان حركة حماس عن بدء عمليتها المسماة “طوفان الأقصى” والتي نفذت هجوماً على مستوطنات غلاف غزة قٌتل فيه نحو 1200 إسرائيلي وأصيب حوالي 5431 بالإضافة إلى أسر 239شخصاً على الأقل
ورغم كل هذه النتائج التي بعثت البهجة والسرور في نفس كل فلسطيني وكل عربي شريف على بقاع هذه الأرض حتى انقلبت الموازين رأساً على عقب
إذ شن الاحتلال الإسرائيلي هجوماً عنيفاً على قطاع غزة وتسبب في إستشهاد وإصابة ٱلاف الفلسطينين في القطاع.
بالإضافة إلى ممارساته المستمرة في الحصار والقتل والتجويع والتهجير وقفل المعابر ومنع دخول المساعدات فقد دمرت الحجر والشجر والبشر مؤكدة بذلك على أنه لا أحد يستطيع مواجهتها وكسر غطرستها.
“حركة حماس” منذ تأسيسها …. حتى اليوم:
كانت الحركة ضعيفة مع بداية تأسيسها على الصعيدين السياسي والعسكري ولكن تعاظمت قوتها السياسية بين صفوف الفلسطينين في عام 2006بعد انسحاب الكيان الإسرائيلي من القطاع
فقد فازت بأغلبية المقاعد في الإنتخابات الفلسطينية وعلى إثر ذلك شكلت حكومة وحدة وطنية مع حركة فتح التي تعد منافستها القومية.
في حزيران عام 2007سيطرت حماس على غزة وتركت لفتح إدارة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وعلاوة على ذلك أقدمت إسرائيل على فرض حصار خانق على القطاع الساحلي خنقت من خلاله الإقتصاد الداخلي ما تسبب في حبس أهالي ضمن سجن مفتوح
وعلى الرغم من الحصار المفروض على القطاع تمكنت حركة حماس من بناء قدراتها العسكرية رويداً رويداً ففي عام 2008 نفذت الحركة أولى ضرباتها ضد الكيان الإسرائيلي ودربت الٱلاف من المقاتلين بعد تلقيها الدعم من سوريا وإيران وحزب الله
ومنذ ذلك الحين ظلت الحركة تبتكر وتبدع ففي عام 2014شنت هجوماً ضد إسرائيل وبذلك الوقت تطورت قدراتها وإمكانياتها القتالية فقد زاد عدد صواريخها ومداها بالإضافة إلى تحسن مستوى أداؤها في بنيتها التحتية العسكرية وتمكن أيضاً من بناء أنفاق تطال إسرائيل من أجل تنفيذ هجماتها عليها
كما أقامت “حركة حماس”حركة حماس” منظومة أخرى لنقل السلاح القادم من مصر مما زاد من كفاءة مقاتليها الذين استمروا في القطاع طوال الخمسين يوماً
وبحلول عام 2021 أطلقت حركة حماس حوالي 4300صاروخ باتجاه إسرائيل في هجوم استمر لمدة 11يوماً إلا أن إسرائيل فقد ردت رداً انتقامياً وقامت بقصف غزة بالطائرات الحربية الإسرائيلية واستشهد حينها حوالي 200مدني فلسطيني.
تجنب حركة حماس الدخول بأي صراع ٱخر حتى عام2023
ومنذ ذلك الحين تجنبت الحركة الدخول بأي نزاع مع إسرائيل حتى ظن بعض الناس أن القوى المهيمنة ضمن قيادات حماس أصبحت تركز ترسيخ حكمها على غزة إلا أنهم أخطؤوا بهذا الإفتراض والدليل على ذلك الهجوم الذي شنته الحركة في السابع من إكتوبر
ورغم عدم تكافؤ الفرص إلا أنه يعتبر الهجوم الأكثر تطورً من أي هجوم سابق نفذته حماس فقد تمكنت من مهاجمة مراكز الاستشعار الإسرائيلية وعطلت كاميرات المراقبة بالإضافة إلى اعتراضها لنظم الإتصالات الإسرائيلية بحسب ماورد عن رويترز .
تصريحات خاصة لموقع العالم في دقائق:
صرح الباحث السياسي الدكتور “أحمد سلطان” بسؤاله عن تقييم حركة حماس منذ بداية تٱسيسها حتى الٱن قائلاً:بالنسبة لتطور حركة حماس، فقد شهدت الحركة تطوراً على مدار عقود منذ تأسيسها في 1987 وحتى اللحظة الحالية.
هذا التأسيس طبعاً لم يكن وليد لحظة تاريخية في 87 بل سبقه عمل طويل للحركة الإسلامية بإطارها الأوسع وليس المقصود “بالحركة الإسلامية حركة حماس” ولكن المقصود بذلك الحركة الإسلامية ككل في المجتمع الفلسطيني.
ويأتي ذلك في ظل وجود حركات اجتماعية عديدة وفي ظل وجود أنشطة متنوعة قامت بها الفصائل الفلسطينية المختلفة أو الفرقاء السياسيين على مدار ثلاث سنوات خلال الفترة الممتدة من 48وحتى 67 وماتلاها ثم بعد ذلك نشاط الحركات الفلسطينية ككل في غزة والضفة والقدس
كما أضاف أن تطور حركة حماس جاء مدفوع بظروف عديدة من أبرز هذه الظروف :
أولاً:وجود ميل للاتجاه الإسلامي في المجتمع الفلسطيني.
ثانياً: انسحاب أو تغيير إستراتيجية حركة فتح ومنظمة التحرير إلى إستراتيجية التفاوض مع إسرائيل، وهذا يعد دفعاً قوياً لحركة حماس التي قدمت نفسها في هذا التوقيت باعتبارها الخيار المقاوم.
وعلى الرغم من أن حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية اعتبروا أن المقاومة ليست مجدية
إلا أن حركة حماس رأت أن المقاومة هي السبيل الأجدى وتعزز ذلك بفعل التطورات اللاحقة على سبيل المثال انسحاب إسرائيل ثم قرار فك الإرتباط عام 2005
واستطاعت في هذا التوقيت إثبات نفسها، وحصلت على غالبية الأصوات في الإنتخابات وقامت بعدها بتشكيل الحكومة
ونتيجة لذلك انقلبت السلطة الفلسطينية على مخرجات هذه العملية الانتخابية، في ظل العديد من الضغوط وبهذا تطورت حركة حماس واعتبرت حركة سياسية لديها خيار العمل المسلح أو العمل المقاوم
الحسابات دائماً حسابات موجودة، سواء لدى قيادة الحركة أو لدى الدول الأخرى، في حماس أصبحت فاعلاً من غير الدول.
هذا الفاعل يمكن أن يتقاطع مع العديد من الدول، البعض يرى توظيف الحركة أو التعامل معها، البعض يرى أعداء الحركة، فكانت قوة سياسية تستمد جزء من هذه القوة من خيارها المسلح من العمل المسلح.
الفرق الإيديولوجي بين حماس والتنظيمات الٱخرى:
كشف الباحث السياسي أحمد سلطان عن الفرق مابين حركة حماس والتنظيمات الأخرى بالقول: خرجت حركة حماس من رحم الإخوان
ولذلك نجدها متأثرة إلى حد كبير بجماعة الإخوان بالإضافة إلى تبنيها نفس النهج التنظيمي وظلت على هذا الأساس لفترات طويلة.
أما الفرق بينها وبين حركة الجهاد: بالرغم من أن هناك العديد من الجذور المشتركة لكنها اتخذت مساراً مختلفاً فحدث الكثير من الجدالات فيما يتعلق باختيارات سياسية وأيديولوجية وتحالفات.
وأدى ذلك إلى التمايز رغم أن فتحي الشقاقي مؤسس الجهاد وغيره كانت هناك سمات مشتركة بين هذه الحركات وبعد ذلك ظهر هناك نوع من التنسيق الذي فرضه الواقع
مصير الرهائن بهذه الحرب :
بالنسبة لمصير الرهائن المحتجزة من قبل حركة حماس صرح الدكتور أحمد سلطان بالقول: قضية الرهائن تم تجاوزها منذ اليوم الأول.
فالقرار الذي أوصلنا إلى أكتوبر أو تنفيذ “عملية طوفان الأقصى“، كما سمتها حماس، يعتبر واحداً من المحددات التي وضعتها قيادة حماس العسكرية.ومعها السنوار باعتباره رئيساً لمكتب غزة في حماس، أن فكرة الرهائن كفيلة بوقف العدوان.
وبالعودة إلى نموذج شاليط وأنه في النهاية لن ترغب إسرائيل في توسعة العملية العسكرية في قطاع غزة في ظل وجود عدد كبير من الرهائن
وهذا بالطبع اعتقاد خاطئ لكنه كان واحداً من الأسس التي قامت عليها فكرة السابع من إكتوبر ومع ذلك فإن إسرائيل وحكومة اليمين تجاوزت الرهائن ولا مانع لديها من أن يتم قتلهم .
وفي كل مرحلة أثبتت الحكومة الإسرائيلية تخليها عن الأسرى وأبرز مثال على ذلك عيدان ألكسندر فقد تخلت حكومة نتنياهو عنه كثيراًوجاء ترامب وبدفع من الوسطاء، سهل عودته إلى أهله
ففكرة السيناريو غالبية الرهائن سيكونون موتى بنهاية العملية إذا استمرت العملية العسكرية بهذه الوتيرة الحالية أو أنه سيخرج عدد محدود منهم بصفقة
كما أن هناك محددات تسهم في هذا الأمر فخلال الشهور الماضية ونحن هنا نتحدث عن قرابة عشرين شهراً إسرائيل فشلت في تحرير أي من هؤلاء الأسرى أو الرهائن، وأن الخيارات المقاومة إذا تم الوصول إلى أحد المناطق أو الأنفاق، التي يٌحجز فيها هؤلاء الأسرى أن يتم تصفيتهم وهذا واحداً من البروتوكولات المعمول بها في مثل هذه الحلقة وبالتالي فإن أي عمليات من الممكن أن تسرع في مقتل الأسرى.
الرهائن :ورقة تفاوضية أم جزءاً من الإستراتيجية العسكرية
أكد الباحث السياسي الدكتور أحمد سلطان على أن الرهائنالرهائن ليسوا ورقة تفاوضية لكنهم جزءاً من التفاوض والعامل الحقيقي الذي يحدد هذا الأمر مسار العمليات التفاوضية هو الضغوط الذي تقوم بها القوى الدولية على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الإقليمية بما في ذلك الوسطاء وتحديداً الجانب المصري .
رغم مرارة الويلات … مازالت الحركة مستمرة في القتال:
أوضح الدكتور أحمد سلطان عن سبب استمرار الحركة بالقتال رغم العديد من الممارسات الهمجية العنيفة التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني بالقول: هذا خيار صفري وليس لدى “حركة حماس” أي خيار ٱخر سوى الإستمرار بالقتال ولأن التجربة مع إسرائيل تقول :إذا ما ألقيت سلاحك فإنه سيقتلك حتى مهما فعلت.
كيف يكون وجود الحركة محققاً لمصالح أطراف معينة:
بشأن هذا السؤال قال الباحث السياسي الدكتور أحمد سلطان أن الكل قد يخدم الكل بمعنى حماس قد تخدم الفصائل، أو أنها قد تخدم مصالح دول إقليمية، وكله بالتأكيد قد يستفيد منه، وكذلك حماس قد تستفيد.
لكن بالنهاية لدى حماس أجندتها واستراتيجياتها الخاصة واستفادت منها دول مثل دول المحور، وحتى استفاد منها خصومها بما في ذلك إسرائيل
ولولا سوء التقدير الذي كان من قبل قيادة حماس في 7 أكتوبر لما كانت هذه النتائج التي غيرت مشهد الجيوبولتيكي في الشرق الأوسط ككل، في النهاية الكل ممكن قد يستفيد من الكل
مستقبل حماس بعد الضغوط الأمريكية الإسرائيلية:
كشف الباحث السياسي أحمد سلطان عن مستقبل الحركة في ظل الضغوط الأمريكية الإسرائيلية عليها بالقول:يعني حماس أمامها ليس أقل من 20 عام حتى تعود لما كانت عليه قبل 7 أكتوبر، وهذا أمر مهم جداً.
وفكرة الضغوط الأمريكية. المشكلة الحقيقية ليست في حماس، والكل تعامل مع حماس باعتبارها إن هي السبب أو المشكلة
وفي الواقع القضية الفلسطينية ليست حماس، وإذا زالت حركة حماس ستظهر حركات أخرى غير حماس ربما أكثر تشدداً من الحركة نفسها، فهذا أمر مفروغ منه .
ومسألة الضغوط الأمريكية في النهاية: من على الأرض إذا استطاع الصمود يحسم الأمر
لكن في النهاية حماس تلقت عدة ضربات قوية سوف تخرجها من على مستوى الصراع الإستراتيجي لمدة لا تكون أقل من عشرين عاماً وهذا منشاؤه وجود مشكلات حقيقية في بنية الحركة وٱلية اتخاذ القرار وكل هذا الأمر لم يكن ليحدث لولا إنه لم يتم إصلاح قيادة الحركة قبيل السابع من إكتوبر