فن وثقافة

في ذكرى ميلاد نيللي مظلوم.. راقصة الباليه التي نافست تحية كاريوكا وسامية جمال وسحرت الشاشة

من خشبة المسرح إلى كاميرات السينما.. نيللي مظلوم، الفنانة متعددة المواهب

تحل اليوم ذكرى ميلاد واحدة من أيقونات الفن المصري، الفنانة نيللي مظلوم، التي امتلكت موهبة فنية فريدة جعلتها تتألق في مجالات متعددة، من الرقص الكلاسيكي إلى التمثيل، ومن الاستعراض إلى الأداء الدرامي. ولدت مظلوم في التاسع من يونيو عام 1925، وكانت تنتمي إلى أصول يونانية، لكنها عشقت مصر واحتضنتها كمسرح لحياتها الفنية. وعلى الرغم من بروز أسماء لامعة في مجال الرقص الشرقي، مثل تحية كاريوكا وسامية جمال، تمكنت نيللي مظلوم من فرض اسمها بقوة، ولكن بأسلوب مختلف. فقد تميزت بأداء راقٍ يعكس خلفيتها الأكاديمية في فن الباليه، ما أضفى طابعاً أوروبياً نادراً على الساحة الفنية آنذاك.

من رقص الباليه إلى نجومية الشاشة

بدأت نيللي مظلوم مسيرتها الفنية كراقصة باليه، وتدربت على يد كبار أساتذة الرقص في أوروبا. هذه الخلفية منحَتها إطلالة فريدة على خشبة المسرح، وجعلتها تحظى بتقدير النخبة المثقفة. لكن عشقها للفن دفعها إلى خوض تجربة التمثيل، لتبدأ مرحلة جديدة من التألق، لا تقل إبداعًا عن مسيرتها في الرقص.

دخلت مظلوم عالم السينما في أربعينيات القرن الماضي، ولفتت الأنظار بسرعة بأدائها اللافت وأسلوبها المختلف، لتشارك في عشرات الأعمال السينمائية التي تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا، من أبرزها: “قلبي دليلي”، “فاطمة وماريكا وراشيل”، و”ابن حميدو” حيث أبدعت في تقديم شخصية أزميرالدا بطريقتها المميزة.

منافسة من نوع خاص

رغم تواجدها في زمن سطعت فيه نجمات الرقص الشرقي، لم تسعَ نيللي مظلوم إلى تقليدهن، بل قدمت نفسها بأسلوب مغاير، جعلها تدخل المنافسة من باب مختلف. فقدمت رقصات تمزج بين الباليه والشرقي، واستعرضت مواهبها الاستثنائية في السينما دون أن تفقد رصانتها. وكانت أكثر قرباً للطبقة المثقفة، وأكثر اتزاناً على الشاشة، وهو ما ميزها عن نجمات عصرها.

نهاية حزينة لنجمة لامعة

ورغم مسيرتها الفنية الحافلة، لم تحظَ نيللي مظلوم بنفس التكريم الذي نالته نجمات جيلها. انسحبت تدريجياً من الأضواء في أواخر حياتها، وابتعدت عن الفن بصمت. توفيت في 21 فبراير عام 2003، وترك رحيلها فراغاً لا يُعوض في ذاكرة الفن المصري.

إرث لا يُنسى

نيللي مظلوم ليست مجرد فنانة عابرة، بل رمز للتنوع الفني والقدرة على التجديد. حفرت اسمها بمهارة وأناقة، وتركت لنا إرثاً من الأعمال الفنية التي تستحق أن تُعاد مشاهدتها وتُقدَّر من جديد. وفي ذكرى ميلادها، نستعيد عبق تلك الأيام التي كانت فيها الشاشة تنبض بالحياة، بفضل فنانات من طراز نادر مثلها.

سولين غزيم

صحفية سورية متخصصة فى الفن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى