أربع كتب تدق ناقوس الخطر: نفوذ صناديق الاستثمار الخاص يتجاوز فهم الأمريكيين
17 تريليون دولار تحت المجهر: صناديق الاستثمار الخاص تعيد رسم خريطة التمويل"

في خضم تقلبات الأسواق المالية، وجدت شركات الاستثمار الخاص – مثل “بلاكستون” و”أبولو” – فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها في واشنطن. تروج هذه الشركات لفكرة مفادها أن الاستثمارات الخاصة أكثر استقرارًا من الأسواق العامة، نظرًا لكون أصولها لا تُتداول باستمرار، ما يقلل التقلبات الظاهرة.
لكن هذا الطرح لا يلقى قبولًا واسعًا. فالنقاد يحذرون من أن هذه الصناديق تتجه الآن نحو صغار المدخرين بعد أن استنزفت صناديق التقاعد الكبرى، رغم أن هذه الاستثمارات قد لا تناسب الأفراد العاديين. في حالات الأزمات، قد لا يتمكن المستثمرون من سحب أموالهم، بينما تبقى التقييمات المالية “مستقرة” فقط على الورق.
أربعة كتب تكشف أسرار “رأس المال في الظل”
ظهر مؤخرًا عدد من الكتب التي تفتح نوافذ نادرة على عالم “الاستثمار البديل”، والذي يشمل الأسهم الخاصة، والائتمان الخاص، والبنية التحتية، ورأس المال المغامر. هذه الصناعة تدير حاليًا أكثر من 17 تريليون دولار من الأصول، وأصبحت بديلاً فعليًا للبنوك في تمويل الشركات.
ورغم هذا الحجم الهائل، لا يعرف أغلب الأمريكيين سوى القليل عنها. كما تقول كاري سَن في مذكراتها Private Equity:
“كلما زاد جهل الناس بهذا العالم، ازداد ثراء هذه الصناعة في الظل.”
من موظف بنك إلى ملياردير بلا قيود
في Hedged Out، تستعرض ميغان نيللي كيف تحوّل رجل المال الأمريكي من موظف مصرفي محلي إلى مدير صندوق استثماري يملك سلطة غير محدودة وثروة خيالية. وتشير إلى أن هؤلاء المديرين، الذين يغلب عليهم الذكور البيض، يعملون في بيئة خالية من الرقابة تقريبًا، ويتقاضون أجورًا خيالية مقابل استثمارات محفوفة بالمخاطر.
أما في كتاب Two and Twenty، فيعرض ساشين خاجوريا – وهو شريك سابق في “أبولو” – وجهة نظر مختلفة. فهو يرى أن هذه الصناعة تفرز “النخبة القادرة”، ويعزو نجاحها إلى الانضباط والجرأة. لكنه لا ينكر أن النفوذ السياسي والاقتصادي لهؤلاء المديرين يجعل من الصعب مساءلتهم أو تحديهم.
نهج جشع يُفقر العمال ويدمر الخدمات
في كتاب Plunder، يوجه المدعي العام الفيدرالي السابق بريندان بالو نقدًا لاذعًا لهذه الصناديق، مبرزًا كيف أدت صفقاتها إلى تسريح آلاف الموظفين، وإفلاس شركات، وتدهور خدمات عامة كالمستشفيات. يصف هذه الصناديق بأنها تشتري الشركات عبر الديون، تقلص النفقات، وتبيعها لتحقيق أرباح طائلة، تاركة آثارًا مدمرة خلفها.
ويطالب بالو بتدخل تشريعي صارم، لكنه يشير إلى أن الكونغرس وهيئة الأوراق المالية لا يزالان مترددين، في ظل النفوذ السياسي المتصاعد لأباطرة الاستثمار.
صغار المدخرين في مرمى الاستهداف
الخطوة التالية لصناديق الاستثمار الخاص هي الوصول إلى مدخرات التقاعد الخاصة بالأفراد – مثل حسابات 401k. ورغم أن صناديق المؤشرات العامة تفرض رسومًا زهيدة، فإن الصناديق الخاصة قد تقتطع نحو 6% من العائدات كرسوم، ما يثير تساؤلات جدية عن العدالة والفعالية.
يقول ستيفن ماير، المسؤول عن استثمارات تقاعد موظفي مدينة نيويورك:
- “لم أرَ هذا العدد من المليارديرات في مكان واحد من قبل. إنهم أذكياء بالتأكيد، لكنني أتساءل: هل ندفع لهم أكثر مما يستحقون؟”
المال هو الفيصل
الخلاصة التي تتفق عليها هذه الكتب، أن الطريق لفهم هذه الصناعة يمر عبر تتبّع المال. ومع توسع نفوذ صناديق الاستثمار نحو صغار المستثمرين، قد تتحرر أكثر من الرقابة التنظيمية، وتصبح قادرة على تعظيم أرباحها بأقل التزامات اجتماعية – وهو تحوّل يهدد التوازن بين السوق والمجتمع.