أستراليا تنقل فيلة حدائق الحيوان إلى محميات واسعة: خطوة نحو رفاهية أفضل
تحسين حياة الأفيال الأسيرة من خلال بيئات أكثر اتساعًا وحرية

في خطوة طويلة الأمد تهدف إلى تحسين رفاهية الأفيال الأسيرة، بدأت أستراليا بنقل حيواناتها من حدائق الحيوان الواقعة في المدن إلى محميات كبيرة تتيح لها بيئة أكثر اتساعًا وحرية. ورغم أن هذه الخطوة تمثل تقدمًا ملحوظًا، إلا أن القلق لا يزال قائمًا بشأن قضايا الأسر والتكاثر.
فقدان الروابط الاجتماعية في حدائق المدينة
بعد وفاة فيلة بيرث زو “تريشيا”، أصبحت فيلتها الأخيرة، “برماي”، منعزلة وانطوائية. يوضح جاك ليمون، المدير المؤقت لقسم علوم الحياة في حديقة بيرث، أن “الأفيال تحتاج إلى صحبة غيرها من الأفيال، ولا تتوفر لدينا المساحة الكافية لاستيعاب هيكل قطيع كامل”.
انتقال الأفيال إلى بيئات جديدة
في وقت سابق من هذا العام، انتقلت برماي في رحلة طويلة عبر سهول نولاربور لتلتحق بقطيع مؤقت في منتزه مونارتو سفاري في جنوب أستراليا، حيث انضمت إلى فيلة أخرى من أوكلاند وسيدني، ومن المقرر أن يصل ذكر بيرث، بوترا ماس، لاحقًا.
مساحات جديدة وفرص للعيش الطبيعي
انتقلت أيضاً مجموعة من تسعة فيلة من حديقة ملبورن إلى مساحة جديدة تبلغ 21 هكتارًا في منتزه ويربي المفتوح، ما وفر لها مساحة أكبر وفرصًا للعيش ضمن مجموعات عائلية طبيعية.
الطبيعة الاجتماعية للأفيال وأهمية الروابط الأسرية
الأفيال حيوانات اجتماعية للغاية، خاصة الإناث التي تعيش ضمن مجموعات عائلية متعددة الأجيال، تضم الجدات، الأمهات، الأخوات والأقارب. تقول أماندا إمبوري، منسقة الأنواع في رابطة حدائق الحيوان والأحواض المائية في أستراليا ونيوزيلندا: “نحن المنطقة الوحيدة في العالم التي تُتيح لكل فيلتها الإناث فرص التواصل الاجتماعي مع اثنتين على الأقل من الإناث الأخريات. وهذا إنجاز كبير”.
التحديات في التأقلم والحياة الأسرية
تتطلب عملية إدخال الأفيال إلى بيئات جديدة وقطيع جديد وقتًا وصبرًا. يشير بيتر كلارك، مدير منتزه مونارتو، إلى أن كل فيل يتفاعل بشكل مختلف مع محيطه الجديد، مما يتطلب عناية خاصة ودعمًا مستمرًا من مربيها.
الاحتياجات البيئية والسلوكية
توضح الدكتورة ليزا يون، طبيبة بيطرية خبيرة في رفاهية الأفيال، أن الأفيال تحتاج لمساحات واسعة تحفزها جسديًا وذهنيًا، تشمل فرص السباحة، الاستحمام بالطين، اللعب وتكسير الأشجار، وغيرها من سلوكياتها الطبيعية.
التحديات المستمرة ونقاشات حول الأسر
رغم هذه التحركات، ما زالت منظمات مثل جمعية الرفق بالحيوان (RSPCA) تعارض احتجاز الأفيال في حدائق الحيوان، معتبرة أن تلبية كافة احتياجاتها الفيزيائية والنفسية في الأسر أمر صعب للغاية. كما تعبر عن مخاوفها بشأن التكاثر داخل الأسر وحجم القطعان الصغيرة مقارنة بالبيئات البرية.
منظور الخبراء: خطوة إيجابية ولكن ليست الحل النهائي
يرى بيتر سترود، مستشار زراعي متقاعد ومتخصص في رفاهية الأفيال، أن نقل الأفيال من حدائق المدن إلى محميات واسعة هو تقدم مهم لكنه ليس الحل النهائي. ويؤكد على ضرورة حماية البيئة الطبيعية للأفيال والحفاظ على التنوع البيولوجي لتمكينها من العيش في البرية كما يجب.
المسؤولية تجاه الأفيال الأسيرة
تشير الدكتورة يون إلى أن أعداد الأفيال البرية تتناقص بسرعة، وأن هناك حوالي 18 ألف فيل يعيشون في الأسر حول العالم. ورغم أن البقاء في الأسر ليس مثاليًا، إلا أن علينا تحمل مسؤولية تحسين حياة هذه الأفيال التي تعيش في بيئات معتادة على الأسر.