تقارير التسلح

كوريا الجنوبية تطور طائرة قتالية مسيّرة متقدمة لحاملات الطائرات بقدرات استثنائية

تعزيز القوة الجوية البحرية الكورية بفضل التكنولوجيا المتقدمة والقدرات القتالية

في خطوة تعكس طموحاً متسارعاً لتعزيز قدراتها العسكرية البحرية، أعلنت شركة الصناعات الجوية الكورية (KAI) عن بدء تطوير طائرة قتالية مسيّرة قابلة للإقلاع والهبوط من على متن حاملات الطائرات، ما يجعل كوريا الجنوبية ثالث دولة في العالم – بعد الولايات المتحدة وتركيا – تسعى إلى امتلاك هذا النوع من الطائرات النفاثة المسيّرة عالية التقنية.

نسخة بحرية لطائرة مسيّرة نفاثة

الطائرة الجديدة مبنية على النموذج النفاث المخصص للقوات الجوية الكورية، ولكن مع تعديلات جوهرية تجعلها صالحة للعمل من على متن حاملات الطائرات التقليدية، مثل إضافة خطاف خلفي للهبوط وتدعيم معدات الهبوط لتتحمل الصدمات، فضلاً عن تجهيزها للإقلاع باستخدام المقاليع الكهرومغناطيسية.

قدرات هجومية واستخباراتية متعددة

تزن الطائرة أقل من 6 أطنان، وتحمل حمولة قتالية تصل إلى 800 كغم، مع مدى عمليات قتالية يبلغ حوالي 300 ميل بحري. وستكون مجهزة برادار AESA المتطور، وأنظمة تتبع بالأشعة تحت الحمراء، وأجهزة استهداف كهروبصرية. ويمكن تهيئة مقدمة الطائرة لتبديل الحساسات بسهولة حسب طبيعة المهمة.

“الطائرة الأم”: عقل السرب المسيّر

من أبرز ما يميز الطائرة الجديدة أنها ستلعب دور “الطائرة الأم”، إذ بإمكانها إطلاق والتحكم بعدة طائرات مسيّرة أصغر حجماً خلال المهام القتالية، ما يفتح الباب أمام تنفيذ تكتيكات السرب (swarm tactics) المعقّدة. وستحمل الطائرة صواريخ جو-جو طويلة المدى من طراز “ميتيور” الأوروبية، ما يمنحها قدرات تفوق جوي استثنائية.

التحديات التقنية… والفرص التصديرية

رغم الإمكانيات الواعدة، يُشير خبراء إلى أن تشغيل هذه الطائرة من حاملات الطائرات سيستلزم استثمارات ضخمة في منصات الإطلاق والاسترجاع البحرية. وتسعى كوريا حالياً إلى تطوير نظام إطلاق كهرومغناطيسي قادر على دعم طائرات حتى وزن 8 أطنان، مع خطط مستقبلية لتوسيع المنظومة لتشمل طائرات أثقل.

تنافس مع تركيا وأمريكا

يأتي المشروع الكوري في ظل منافسة متصاعدة في سوق الطائرات المسيّرة عالمياً، خصوصاً مع بروز الطائرة التركية “بيرقدار قزل إلما” كمنافس رئيسي. إلا أن الطائرة الكورية المرتقبة تبدو متفوقة من حيث الحمولة والقدرة القتالية، خاصة بفضل رادار AESA، وهي ميزة لا تتوفر حتى في طائرة MQ-25 الأمريكية المخصصة للتزود بالوقود جواً من على متن حاملات الطائرات.

سياق استراتيجي أوسع

إطلاق هذا البرنامج في “ندوة نصر مضيق كوريا الثامنة” في الجمعية الوطنية الكورية، لم يكن مصادفة؛ بل يعكس رسالة واضحة بأن كوريا الجنوبية تعتزم نقل قوتها الجوية إلى البحر، عبر تعزيز القدرة على تنفيذ عمليات استطلاع وهجوم جوي من قلب المحيطات، دون الحاجة لاعتماد كامل على الحلفاء.

اقرا ايضا

 

مروحية Z-10ME الصينية في باكستان: تعزيز التعاون العسكري مع بكين

نيرة احمد

نيرة أحمد صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى