خالد ابو بكر:30يونيو علامه فارقه في تاريخ مصر واسطورة في صناعة المستقبل
خالد أبو بكر: 30 يونيو أنقذت مصر من حكم ظلامي وأسست لعهد جديد

في الذكرى السنوية لثورة 30 يونيو، أكد المحامي بالنقض والإعلامي البارز خالد أبو بكر أن هذه الذكرى لا تُعد مجرد حدث عابر في مسيرة التاريخ المصري، بل تُشكل لحظة فارقة في وعي الأمة، وتُعد شاهدًا على أعظم انتفاضة شعبية في العصر الحديث ضد محاولات اختطاف هوية الدولة ومؤسساتها من قبل جماعة لا تؤمن بفكرة الوطن ولا بمفهوم الدولة المدنية الحديثة.
المصريون كتبوا صفحة جديدة بإرادتهم الحرة
قال خالد أبو بكر إن يوم 30 يونيو من عام 2013 كان بمثابة زلزال شعبي اجتاح البلاد ليُعلن نهاية مرحلة حالكة، وبداية طريق جديد نحو بناء وطن يسع الجميع دون تمييز. وأوضح أن خروج أكثر من 30 مليون مصري ومصرية إلى الشوارع والميادين في وقت واحد، لم يكن مجرد احتجاج سياسي، بل كان تعبيرًا صادقًا عن رفض شامل لحالة الانقسام والهيمنة ومحاولات مصادرة الحريات وتكفير المجتمع.
وأضاف أن ثورة 30 يونيو أبرزت أن الشعب المصري يمتلك من الوعي والصلابة ما يكفي لإجهاض أي مشروع يسعى لهدم الدولة من الداخل، مؤكداً أن إرادة الجماهير في ذلك اليوم كانت أقوى من كل المؤامرات والدعايات التي حاولت إرباك المشهد أو تخويف المواطنين.
القوات المسلحة كانت الدرع والسند للشعب
وشدد أبو بكر على أن موقف القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي – آنذاك – كان تاريخيًا وغير مسبوق، حيث وضعت المؤسسة العسكرية مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات، وانحازت بشكل قاطع لإرادة الشعب، رافضة أن تكون أداة لقمعه أو وسيلة لتثبيت حكم الجماعة.
وأشار إلى أن البيان الذي ألقته القيادة العامة للقوات المسلحة يوم 3 يوليو 2013 لم يكن مجرد إعلان عن خارطة طريق، بل كان بمثابة إعلان ميلاد مرحلة جديدة من الكرامة الوطنية والتماسك المؤسسي، مؤكدًا أن هذا الدعم الشعبي للمؤسسة العسكرية لا يزال قائمًا بفضل ما قدمته من تضحيات في سبيل الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها.
من الثورة إلى التنمية.. مصر تغير وجهها
واعتبر خالد أبو بكر أن ما تحقق بعد ثورة 30 يونيو من إصلاحات اقتصادية، ومشروعات قومية، وتطوير شامل للبنية التحتية، يؤكد أن هذه الثورة لم تكن فقط ضد جماعة أو نظام، بل كانت لحظة تحول كاملة في بنية الدولة ومفهوم الحكم، حيث بدأت مصر الدخول إلى مرحلة “الجمهورية الجديدة”، التي ترتكز على سيادة القانون، والعدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وبناء الإنسان المصري على أسس علمية وثقافية متطورة.
ولفت إلى أن القيادة السياسية الحالية وضعت منذ اليوم الأول بعد 30 يونيو نصب أعينها هدف إعادة بناء الدولة من الجذور، وقدمت نموذجًا نادرًا في الصبر والتحمل، وخاضت معارك حقيقية في مجالات الاقتصاد، الأمن، والتعليم، والصحة، والإسكان، والمرافق، لتتحول مصر خلال سنوات قليلة من دولة على حافة الانهيار إلى دولة فاعلة ومؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي.
دعوة لاستمرار التكاتف الوطني وحماية المكتسبات
وختم أبو بكر تصريحه بالتأكيد على أن ذكرى 30 يونيو يجب أن تظل حاضرة في أذهان الجميع، لا كذكرى فحسب، بل كدرس عظيم في كيف يمكن لشعب أن يُغيّر مصيره حينما يتحد حول هدف واحد، ودعا الشباب المصري إلى أن يكونوا على قدر المسؤولية في حماية الوطن، والدفاع عن مكتسبات الثورة، واستكمال مسيرة البناء والتنمية بعقولهم وسواعدهم، لأن المستقبل لن يُمنح بل يُنتزع بالجهد والعمل والإخلاص.
وأضاف: “نحن الآن أمام مسؤولية تاريخية، أن نحافظ على ما تحقق، وأن نستمر في دعم دولتنا، فالمرحلة المقبلة تحتاج منّا وعيًا وإرادة لا تقل عن ما أظهرناه في 30 يونيو، وأن نُثبت للعالم أن شعب مصر لا يُقهر إذا ما قرر النهوض”.