الاقتصاد

سوق الألماس العالمي في 2025: تذبذب في الأسعار وتفاوت في الطلب بين الفئات الفاخرة والعادية

يشهد سوق الألماس العالمي خلال عام 2025 حالة من التذبذب الملحوظ، بعد سنوات من الضغوط التي أثّرت على الطلب، خاصة في ظل تحولات المستهلكين نحو بدائل أكثر استدامة، وانتشار الألماس المصنع مخبريًا. ورغم هذه التحديات، لا يزال الذهب يحافظ على مكانته كملاذ آمن، بينما يواجه الألماس تحديات أكثر تعقيدًا.

انخفاض متوسط أسعار الألماس الخام

في النصف الأول من العام الحالي، أعلنت شركة De Beers – إحدى كبرى شركات إنتاج وتجارة الألماس في العالم – أن متوسط السعر المحقق لبيع الألماس الخام تراجع إلى نحو 155 دولارًا للقيراط، مقارنة بفترات سابقة تجاوز فيها السعر 180 دولارًا للقيراط. ويُعزى هذا الانخفاض إلى تراجع الطلب في الأسواق الاستهلاكية الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى التباطؤ في أسواق المجوهرات الراقية.

الأحجار الفاخرة تحافظ على قيمتها

ورغم التراجع العام، أشار متحدث باسم الشركة إلى أن الأحجار الكبيرة والفاخرة، ذات اللون النقي والوضوح العالي، إما حافظت على أسعارها أو سجلت زيادات طفيفة في بعض المزادات. ويُرجع الخبراء هذا الأداء الجيد للفئة الفاخرة إلى اهتمام شريحة النخبة والمستثمرين بالأحجار النادرة، كونها تحتفظ بقيمتها في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

الضغط يطال الأحجار الصغيرة والمتوسطة الجودة

في المقابل، تعرضت القطع الصغيرة والمتوسطة الجودة لضغوط ملحوظة، سواء من حيث تراجع الأسعار أو انخفاض حجم المبيعات. ويرى محللون أن المستهلكين باتوا أكثر حرصًا في قرارات الشراء، خاصة في ظل توفر خيارات أرخص مثل الألماس المصنع، ما تسبب في حالة من التباين الحاد بين أداء فئات السوق المختلف

الوضع في السوق المصري: تفاوت في الأسعار وعوامل مؤثرة

أما في السوق المصري، فتختلف أسعار الألماس بشكل كبير بناءً على عدة عوامل، أهمها:

وزن الحجر بالقيراط

درجة النقاء (Clarity)

لون الحجر (Color)

جودة القطع (Cut)

ويُعد “القطع” من العوامل الأساسية التي تُبرز جمال الحجر وتزيد من قيمته السوقية. ويرجع التجار هذا التفاوت إلى الالتزام بالمعايير الدولية في تصنيف الأحجار الكريمة، ما يجعل كل قطعة تحمل قيمة مستقلة

توقعات مستقبلية: سوق متغير يتطلب الحذر

يتفق الخبراء على أن سوق الألماس يتجه نحو إعادة تشكيل نفسه، في ظل تغيّر أذواق المستهلكين، وتزايد وعيهم بالاستدامة، إلى جانب دخول منافسين جدد من شركات تصنيع الألماس المخبري.

ورغم أن بعض الفئات ما زالت تحظيط برواج نسبي، إلا أن المستثمرين والتجار أصبحوا أكثر انتقائية، ويميلون إلى الاستثمار في الأحجار النادرة والفاخرة فقط.

خلاصة

في ظل تقلبات 2025، يمكن القول إن سوق الألماس يواجه مرحلة انتقالية حساسة، ما بين الضغوط الاقتصادية وتغير سلوك المستهلك. وبالرغم من التراجع في بعض الفئات، لا تزال هناك فرص قائمة في السوق الفاخر، بينما تستمر الأسواق الناشئة، مثل مصر، في التأثر بالعوامل العالمية مع الحفاظ على خصوصية محلية في العرض والطلب.

اقرأ أيضاً:

استقرار أسعار الحديد في مصر اليوم وسط ترقب لتحركات جديدة خلال سبتمبر

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى