بولندا تواجه فجوة حرجة في صيانة محركات دبابات أبرامز الغازية

في تقرير عسكري نشره موقع NewsArmy، كشف مسؤولون بولنديون عن تحدٍ استراتيجي يهدد جاهزية أسطول دبابات “أبرامز” الأمريكي الصنع، الذي حصلت عليه بولندا خلال العامين الماضيين. فعلى الرغم من امتلاك البلاد أكثر من 360 دبابة من طراز M1A1 وM1A2 SEP v3، فإنها لا تملك حتى الآن أي بنية تحتية أو منشآت معتمدة لصيانة محركاتها الغازية التوربينية من طراز AGT1500C، وهي مكوّن حيوي لا يمكن الاستغناء عنه لضمان التشغيل المستمر للدبابات في أي سيناريو قتالي. ويشير التقرير إلى أن هذا النقص لم يُؤخذ في الاعتبار بالشكل الكافي عند توقيع صفقات الشراء، ما قد يفرض على بولندا الاعتماد على مراكز الصيانة الأمريكية لفترة قد تمتد حتى عام 2028، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة الجيش البولندي على تلبية معايير الجاهزية القتالية لحلف الناتو في الأزمات.
اعتماد كامل على الولايات المتحدة في الصيانة الثقيلة
أوضح الدكتور ياتسيك غوشجينسكي، مدير مصنع الطيران العسكري رقم 1 (WZL-1)، أن بولندا لا تمتلك حاليًا أي منشأة معتمدة لصيانة محركات AGT1500C، التي تُعد نسخة معدلة من توربينات الطائرات وتختلف جذريًا عن محركات الديزل التقليدية المستخدمة في دبابات أخرى. هذه المحركات تتطلب صيانة على مستوى المصانع الجوية المتخصصة، وهو ما يفرض إرسال أي عمليات إصلاح رئيسية إلى الولايات المتحدة، وتحديدًا إلى مركز “أننستون” العسكري في ولاية ألاباما. وفي بعض الحالات، اضطرت القوات البولندية إلى استبدال وحدات المحرك بالكامل بدلًا من إصلاحها، بسبب غياب القدرات المحلية اللازمة لعمليات الإصلاح الشاملة.
مشروع لإنشاء مركز صيانة محلي لكنه مكلف ومعقد
أشار غوشجينسكي إلى أن مصنع WZL-1 يخطط بالتعاون مع شركة “هني ويل” (Honeywell)، وهي الشركة المصنعة للمحركات، لإنشاء مركز صيانة معتمد داخل بولندا. لكن المشروع يواجه تحديات كبيرة، من بينها ارتفاع التكلفة، وتعقيدات الحصول على الاعتمادات التنظيمية، وضرورة توفير الخبرات الفنية المتخصصة. وبحسب تقديرات المسؤولين، فإن أسرع موعد يمكن فيه للمركز المحلي أن يصبح جاهزًا لاستقبال عمليات الصيانة الثقيلة سيكون في عام 2028، إذا لم تواجه الخطة أي تأخيرات. ويؤكد غوشجينسكي أن مصنعه هو الجهة الوحيدة في بولندا القادرة على تنفيذ المشروع ضمن هذا الإطار الزمني القصير نسبيًا، إذا حصل على التكليف الرسمي.
انعكاسات استراتيجية على التزامات الناتو
تسلط هذه الفجوة اللوجستية الضوء على مشكلة أوسع تتعلق بمدى اعتماد بولندا على الدعم الأمريكي في تشغيل وصيانة معداتها العسكرية، خاصة في ظل التزاماتها كعضو في حلف الناتو. فمعايير الجاهزية القتالية للحلف تفرض قدرة الدول الأعضاء على نشر قواتها بسرعة والحفاظ على جاهزيتها القتالية دون الاعتماد المفرط على الدعم الخارجي، وهو أمر قد يصبح معقدًا في حالة نشوب أزمة إقليمية أو تعطل سلاسل الإمداد العالمية. ويعني غياب قدرات الصيانة المحلية أن أي عطل كبير في محركات الأبرامز قد يؤدي إلى تأخير عمليات الانتشار أو تقليص عدد الوحدات الجاهزة للعمل، وهو ما قد يحد من قدرة بولندا على لعب دورها العسكري بالكامل في أي مواجهة محتملة.