عرب وعالم

فايننشال تايمز: سقوط آخر قاعدة للجيش السوداني في الفاشر بيد ميليشيا الدعم السريع

سيطرت قوات الدعم السريع (RSF) بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” على آخر قاعدة عسكرية تتبع للجيش السوداني في مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، بعد حصار دام 19 شهرًا شهد مجاعات ومجازر أودت بحياة آلاف المدنيين.

كارثة إنسانية تحت الحصار

المدينة، التي كانت آخر معقل للجيش السوداني في غرب البلاد، تعيش منذ أبريل 2024 تحت حصار خانق، حيث حُرم السكان من الغذاء والمياه وتعرضوا لقصف يومي. وأفاد شهود بأن المواد الغذائية نفدت بالكامل، حتى الأعلاف التي كان الناس يأكلونها للبقاء أحياء.

قوات الدعم السريع تعلن السيطرة الكاملة

وأعلنت قوات الدعم السريع الأحد أنها “سيطرت بالكامل على القاعدة العسكرية التابعة للقوات المسلحة السودانية” في الفاشر. ونشرت مقاطع مصوّرة لمقاتليها يحتفلون داخل المقر، فيما أظهرت لقطات جوية آلاف المدنيين يفرّون من المدينة.

مقاومة محدودة وتوقعات بنهاية دامية

لم يصدر الجيش السوداني تعليقًا رسميًا، لكن مصادر داخل المدينة قالت إن مقاومة محدودة ما زالت مستمرة في بعض الأحياء، فيما رجّحت مصادر حكومية سابقة أن سقوط المدينة بالكامل مسألة وقت لا أكثر، متوقعة نهاية دموية للحصار.

انتصار استراتيجي لحميدتي

ويمثّل سقوط الفاشر انتصارًا استراتيجيًا كبيرًا للدعم السريع، إذ يرسّخ سيطرتها على دارفور بالكامل، ويمنح حميدتي نفوذًا واسعًا في أي تسوية مستقبلية، بعد أن فقدت قواته السيطرة على العاصمة الخرطوم وأجزاء من وسط وشرق السودان مطلع العام.

اتهامات دولية ودعم خارجي مثير للجدل

الولايات المتحدة تتهم حميدتي بارتكاب جرائم إبادة جماعية، فيما نفت الإمارات مزاعم تقديمها دعمًا عسكريًا أو لوجستيًا لقواته.

ردود وتبريرات من حكومة حميدتي

من جانبه، قال علاء الدين نقد، المتحدث باسم الحكومة الموازية التي أنشأها حميدتي في دارفور، إن “تحرير الفاشر الكامل يمثل بداية جديدة نحو سودان يسوده السلام والعدالة والمساواة”.

تحركات دبلوماسية لوقف إطلاق النار

تزامن القتال مع زيارة مسعد بولص، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى القاهرة حيث التقى مسؤولين من مصر والسعودية والإمارات في محاولة جديدة لتثبيت وقف إطلاق النار.

تحذيرات منظمات حقوقية من مجازر جديدة

وحذرت منظمات حقوقية وإنسانية سابقًا من مجزرة وشيكة في حال سيطرت قوات الدعم السريع على المدينة، حيث يعيش عشرات الآلاف من النازحين في مخيمات مكتظة حول الفاشر.

مخاوف من تكرار سيناريوهات دارفور السابقة

في بيان لاحق، قالت قوات الدعم السريع إنها تنسّق مع حكومة حميدتي لتأمين المساعدات الإنسانية وتهيئة الظروف لعودة النازحين، لكن المراقبين يخشون تكرار سيناريوهات القتل الجماعي التي شهدتها مناطق أخرى في دارفور.

تحول خطير في ميزان القوى السوداني

باختصار، يمثل سقوط الفاشر تحولًا خطيرًا في ميزان القوى داخل السودان، مع توسّع سيطرة الدعم السريع غربًا وتزايد خطر تفكك الدولة السودانية فعليًا إلى مناطق نفوذ متصارعة.

إقرأ أيضا:

تاكايتشي وترامب في طوكيو: مواجهة التحديات الاقتصادية والدفاعية والإقليمية

إسراء حموده ابوالعنين

إسراء أبو العنين صحفية مصرية «تحت التمرين»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى