عربي وعالمي

ترامب يستقبل بوتين في ألاسكا اليوم وسط ترقب عالمي

يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إلى ولاية ألاسكا الأميركية، حيث من المقرر أن يستقبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب على أرض المطار، في مشهد يحمل دلالات سياسية كبيرة وسط توترات دولية متصاعدة. وأكد الكرملين، على لسان متحدثه الرسمي ديمتري بيسكوف، أن طائرة بوتين ستهبط في تمام الساعة 11:00 بالتوقيت المحلي، حيث سيكون ترامب في انتظاره على المدرج.

غياب البيان المشترك

وفي تصريحات للصحافيين، أوضح بيسكوف أن القمة المرتقبة بين الزعيمين لن يصدر عنها بيان مشترك، في مؤشر على أن المحادثات قد تظل في إطار التفاهمات الأولية أو المداولات المغلقة. من جانبه، شدد ترامب على أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا سيستلزم عقد اجتماع لاحق يضم أيضًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما يعني أن قمة ألاسكا ليست محطة الحسم في الأزمة، بل خطوة على طريق أطول.

أجواء إيجابية قبل اللقاء

قبل إقلاع طائرته الرئاسية “إير فورس وان” إلى مدينة أنكوريج، تحدث ترامب للصحافيين عن نظرته للعلاقة مع بوتين، قائلًا: “إنه رجل ذكي، ونحن رئيسان نتفق مع بعضنا البعض. هناك مستوى جيد من الاحترام بيننا”. وأضاف بابتسامة لافتة: “سيكون هناك شيء ما” في إشارة إلى أنه يتوقع نتائج أو تحركات مهمة عقب القمة، دون الكشف عن تفاصيل.

الملف الأوكراني على الطاولة

ورغم حرص ترامب على إبراز الروح الإيجابية، فإنه وضع شرطًا واضحًا للتعاون الاقتصادي مع موسكو، مؤكدًا: “لن نتعامل تجاريًا مع روسيا حتى وقف الحرب في أوكرانيا”. هذا الموقف يعكس رغبة واشنطن في استخدام النفوذ الاقتصادي كورقة ضغط لدفع الكرملين نحو إنهاء العمليات العسكرية، مع الإبقاء على قنوات الحوار السياسي مفتوحة.

قمة بظلال ثقيلة

تأتي قمة ألاسكا في ظل أجواء معقدة على الساحة الدولية، حيث تتشابك ملفات الأمن الإقليمي والطاقة والتجارة مع الأزمة الأوكرانية. ويرى مراقبون أن اللقاء بين ترامب وبوتين يمثل اختبارًا مبكرًا لمدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات الجوهرية وإيجاد أرضية مشتركة للتفاهم، ولو بشكل محدود، خاصة في ظل انقسام المواقف بين حلفاء واشنطن في أوروبا بشأن أسلوب التعامل مع روسيا.

توقعات محدودة ولكن مهمة

ورغم أن التوقعات حول تحقيق اختراق كبير في ألاسكا لا تزال منخفضة، فإن القمة تحمل أهمية رمزية وسياسية، إذ تعكس استعداد الطرفين لإبقاء قنوات الاتصال المباشر مفتوحة، وهو أمر يرى خبراء العلاقات الدولية أنه قد يحد من احتمالات التصعيد في المدى القريب.

وبينما تتجه أنظار العالم إلى ألاسكا، يترقب الجميع ما إذا كانت الساعات القليلة المقبلة ستشهد خطوات عملية تمهد لتسوية سياسية، أو ستكتفي بتثبيت خطوط التماس الحالية، بانتظار جولات جديدة من المفاوضات تشمل أوكرانيا كطرف رئيسي في المعادلة.

اقرأ أيضاً:

عبد العاطي يشيد بالعلاقات التاريخية بين مصر واليونان

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى