عربي وعالمي

هدنة إسرائيل في غزة: وقف مؤقت وسط الجوع والموت اليومي

وقف تكتيكي يومي في غزة يواجه رفضاً شعبياً ومنظمات الإغاثة تحذر من تفاقم الكارثة

أعلنت إسرائيل عن “هدنة تكتيكية” يومية في ثلاث مناطق مأهولة في قطاع غزة، تشمل مدينة غزة، دير البلح، والمواصي، من الساعة 10 صباحًا وحتى 8 مساءً.

وجاءت هذه الخطوة بزعم تسهيل مرور المساعدات، في ظل كارثة إنسانية غير مسبوقة تضرب القطاع منذ شهور.

ورغم تقديمها كـ”بادرة إنسانية”، قوبلت الهدنة بتشكيك واسع من قبل الشارع الفلسطيني ومنظمات الإغاثة، وسط تواصل القصف الإسرائيلي واستمرار الحصار شبه الكامل على غزة.

أزمة غذاء خانقة: أطفال يموتون جوعًا

بحسب برنامج الأغذية العالمي، يعاني أكثر من 90 ألف امرأة وطفل في غزة من سوء تغذية حاد، بينما يُحرم ثلث السكان من الطعام لأيام متتالية. كما تم تسجيل وفاة 133 فلسطينيًا جوعًا، أكثر من نصفهم من الأطفال، كان آخرهم الطفلة نور أبو سلاّع 10 أعوام، التي توفيت صباح الأحد.

السكان: “المساعدات شكلية والوضع يزداد سوءًا”

أهالي غزة لم يلمسوا أي تحسن على الأرض. يقول إياد البنا، معلم وأب لسبعة أطفال: “فتح المعابر لا يغيّر شيئًا.. الأزمة تجاوزت كل الخطوط الحمراء.”

وبينما انخفض سعر الطحين بنسبة 20% فقط، لم تصل أي إمدادات طبية جديدة.

ومستشفى الناصر يشهد توافد العشرات يوميًا من الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد.

استمرار القصف وسقوط ضحايا في أول أيام الهدنة

رغم إعلان الهدنة، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى سكنيًا في غزة، ما أسفر عن مقتل سيدة وأربعة من أطفالها.

وكما لقي 38 شخصًا مصرعهم في مناطق متفرقة، من بينهم 23 أثناء محاولتهم الوصول لنقاط توزيع المساعدات.

 إنزال جوي ينتهي بكارثة

عمليات الإنزال الجوي للمساعدات التي نفذتها الإمارات والأردن بالتنسيق مع إسرائيل، أسفرت عن إصابة 10 أشخاص بعد سقوط صناديق من الجو بطريقة عشوائية.

ردود فعل دولية ومحلية متباينة: مطالب بفتح شامل للمعابر

برنامج الأغذية العالمي رحّب بتحفظ بالهدنة، بينما اعتبرتها منظمة “أوكسفام” غير كافية. وقالت بشرى خليلي من أوكسفام: ما نحتاجه هو وقف شامل لإطلاق النار وفتح دائم للمعابر، لا إجراءات شكلية وسط كارثة بحجم غزة.

معابر مغلقة وتبادل اتهامات: مساعدات محدودة وأزمة ثقة

رغم سماح إسرائيل بدخول 4,500 شاحنة منذ مارس، فإن المتوسط اليومي لا يتعدى 70 شاحنة، بينما تحتاج غزة إلى 500 شاحنة يوميًا على الأقل. وإسرائيل اتهمت الأمم المتحدة بعدم الكفاءة في التوزيع، في حين قالت الأخيرة إنها ممنوعة من إدخال أغلب الشحنات بفعل العراقيل الإسرائيلية.

مؤسسة “GHF” تحت المجهر: بديل يثير الجدل

في خطوة مثيرة للجدل، دعمت إسرائيل مؤسسة أمريكية خاصة تُدعى “GHF” لتوزيع المساعدات بدلًا من الأمم المتحدة، لكن تقارير أممية أكدت مقتل أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول لنقاط توزيع الغذاء التابعة لها خلال شهرين فقط.

موقف دولي ينتقد إسرائيل: أستراليا تحذر من انتهاك القانون الدولي

قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي: منع الطعام عن المدنيين خرق واضح للقانون الدولي، وإسرائيل باتت تفقد دعم المجتمع الدولي.

الهدنة التكتيكيةو التي أعلنتها إسرائيل في غزة تبدو، في نظر كثيرين، مجرد غطاء إعلامي لا يخفف من حجم الكارثة الإنسانية المتصاعدة.

والمجاعة مستمرة، القصف لم يتوقف، والمساعدات تُوزع وسط الفوضى والدماء، بينما ينتظر الفلسطينيون حلاً جذريًا يضع حدًا لمعاناتهم المتواصلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى