الوكالات

زيلينسكي يدعو ترامب لاستلهام هدنة غزة لإطلاق سلام أوكراني جديد

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأمريكي دونالد ترامب إلى استغلال الزخم الذي خلقه وقف إطلاق النار في غزة لإطلاق مسار دبلوماسي جديد ينهي الحرب في أوكرانيا. جاءت هذه الدعوة خلال مكالمة هاتفية جرت بين الزعيمين السبت الماضي، حيث شدد زيلينسكي على أن نجاح الجهود الدولية في تهدئة صراع الشرق الأوسط يمكن أن يشكل نموذجًا لإنهاء الحروب الأخرى، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية. واعتبر مراقبون أن زيلينسكي يسعى من خلال هذه الرسالة إلى إعادة إدراج الحرب في بلاده ضمن أولويات الأجندة العالمية بعد انشغال العواصم الكبرى بالملف الفلسطيني.

 

طلب أوكراني جديد وصمت أمريكي حذر

 

تناولت المكالمة أيضًا طلب كييف الحصول على صواريخ “توماهوك” الأمريكية بعيدة المدى لتعزيز قدراتها الهجومية داخل الأراضي الروسية، وفق ما كشفه موقع Axios الأمريكي. وكان ترامب قد لمح مؤخرًا إلى أنه “اتخذ نوعًا من القرار” بشأن السماح ببيع هذه الصواريخ لدول الناتو لتسليمها لاحقًا إلى أوكرانيا. زيلينسكي كتب عبر صفحته على فيسبوك أن “وقف الحرب في منطقة ما يعني إمكانية إيقافها في مناطق أخرى أيضًا”، مشيدًا بـ”استعداد ترامب لدعمنا” وبـ”إيجابية النقاش” الذي تضمن اتفاقات ملموسة لتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية.

 

تصاعد القصف الروسي وضغوط على الدفاعات

 

تزامنت المكالمة مع تصاعد غير مسبوق في وتيرة الهجمات الروسية على المدن الأوكرانية، حيث استخدمت موسكو مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ في آنٍ واحد، مما وضع أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية تحت ضغط كبير. وأوضح القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، أولكسندر سيرسكي، أن الدفاعات الجوية تحقق نسبة نجاح تبلغ نحو 74% فقط، وهو ما يفرض الحاجة لتطوير أنظمة الحماية للبنية التحتية وقطاع الطاقة. وخلال أسبوع واحد، شنت روسيا أكثر من 465 هجومًا بطائرات مسيّرة وصواريخ كروز وباليستية، في إشارة إلى تصعيد متعمد لاستنزاف القدرات الأوكرانية.

 

تحذيرات روسية من “تغيير قواعد اللعبة”

 

أثارت مناقشة تسليم صواريخ “توماهوك” إلى كييف ردود فعل غاضبة في موسكو، إذ حذر الرئيس فلاديمير بوتين من أن مثل هذه الخطوة تمثل “مرحلة نوعية جديدة من التصعيد”، معتبرًا أنها تغيّر قواعد اللعبة في الحرب. وعلى الرغم من هذا التوتر، تشير تقارير إلى تحسن ملحوظ في علاقة ترامب وزيلينسكي مؤخرًا بعد فترات من الجمود، وهو ما قد ينعكس على مسار الدعم الأمريكي في حال تبني ترامب سياسة أكثر وضوحًا تجاه كييف خلال المرحلة المقبلة.

 

تحركات أوروبية لتمويل الدعم العسكري

 

وفي سياق موازٍ، أصدر قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانًا مشتركًا أكدوا فيه استعدادهم لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل الدعم العسكري لأوكرانيا. وأوضح البيان، الصادر عن كير ستارمر وإيمانويل ماكرون وفريدريش ميرتس، أن هذه الخطوة ستتم بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة “لدفع موسكو إلى طاولة المفاوضات“. ويبدو أن العواصم الأوروبية تسعى لإظهار وحدة الموقف الغربي رغم الخلافات الداخلية حول سقف الدعم العسكري وسبل تمويله.

 

فرص دبلوماسية وسط غبار الحرب

 

يرى محللون أن زيلينسكي يحاول توظيف الهدنة في غزة لتذكير العالم بأن الصراعات مترابطة، وأن التوصل إلى سلام في الشرق الأوسط قد يفتح نافذة لإنهاء الحرب في أوكرانيا. لكن الطريق أمام “صفقة سلام شاملة” ما زال مليئًا بالعقبات، بين تحذيرات الكرملين من التصعيد واحتمالات تغير الموقف الأمريكي وفق حسابات ترامب السياسية. ومع ذلك، يبقى الأمل الأوكراني معقودًا على أن الدبلوماسية التي أوقفت نيران غزة قد تكون نموذجًا لإنهاء حرب أوروبا الشرقية.

اقرأ أيضاً

“صفقة الموت”.. جثث تتحول إلى أوراق تفاوض في حرب غزة

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى