شهدت الصناعة التحويلية في المغرب نموًا ملحوظًا خلال الربع الثاني من عام 2025، حيث ارتفع الرقم الاستدلالي للإنتاج بنسبة 7% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. ويُعَد هذا الارتفاع مؤشرًا إيجابيًا على تعافي القطاعات الصناعية وقدرتها على التوسع، رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها المنطقة والعالم.

أداء قوي للصناعة التحويلية باستثناء تكرير النفط

الرقم الاستدلالي للإنتاج في قطاع الصناعة التحويلية سجل نموًا لافتًا باستثناء قطاع تكرير النفط، الذي لم يشهد تغيرًا ملحوظًا أو تم استثناؤه في هذا القياس. يبرز هذا النمو في ظل جهود المغرب لتعزيز التصنيع المحلي وتنويع قاعدة إنتاجه الصناعي، وهو ما يعكس زيادة الطلب الداخلي والخارجي على المنتجات المصنعة.

هذا التطور يأتي مدعومًا بسياسات حكومية تهدف إلى تحفيز الصناعة، مثل تقديم حوافز للمستثمرين وتشجيع الابتكار والتصدير، مما يعزز من القدرة التنافسية للصناعة المغربية في الأسواق العالمية.

نمو ملحوظ في الصناعات الاستخراجية

على صعيد الصناعات الاستخراجية، شهد الرقم الاستدلالي ارتفاعًا أكبر حيث وصل إلى 16.8% خلال نفس الفترة. يعود هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى زيادة نشاط “الصناعات الاستخراجية الأخرى” بنسبة 17.4%، والتي تشمل استخراج مواد خام متنوعة تُستخدم في الصناعات المختلفة.

كما سجلت “المعادن الحديدية” زيادة طفيفة بلغت 0.1%، ما يعكس استقرارًا نسبيًا في هذا القطاع الحساس، الذي يعتمد على الطلب العالمي على المعادن كجزء من سلسلة الإمداد الصناعية.

عوامل داعمة للنمو الصناعي

يعزى هذا الأداء الجيد إلى عدة عوامل محلية ودولية، منها تحسن الظروف الاقتصادية العالمية التي ساعدت على زيادة الطلب على المنتجات المغربية، خاصة في أوروبا التي تعد الشريك التجاري الأكبر للمغرب.

كما ساعدت الاستثمارات في البنية التحتية الصناعية والتكنولوجية، إلى جانب تحسين سلاسل الإمداد والتوزيع، على تعزيز قدرة المصانع على زيادة إنتاجها بفعالية.

التحديات المستقبلية والفرص

مع ذلك، يبقى القطاع الصناعي المغربي عرضة لتحديات متعددة، مثل التقلبات في أسعار المواد الخام، والتوترات الجيوسياسية التي قد تؤثر على الأسواق الخارجية، فضلاً عن الحاجة إلى تطوير مهارات العمالة والتكنولوجيا لتحسين جودة الإنتاج.

وفي الوقت نفسه، يوفر النمو الحالي فرصًا لتعزيز تنافسية المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال تعزيز الاستثمارات في الصناعات ذات القيمة المضافة العالية والتركيز على الابتكار والاستدامة.

الخلاصة

يرسم ارتفاع الرقم الاستدلالي للإنتاج الصناعي خلال الربع الثاني من عام 2025 صورة إيجابية لمستقبل الصناعة المغربية، التي تبدو قادرة على تجاوز العقبات وتحقيق نمو مستدام، مدعومة بتحسينات هيكلية وسياسات حكومية داعمة.

اقرأ أيضاً:

الذهب يواصل الاستقرار في مصر.. وعيار 18 يسجل 4,200 جنيه وسط ترقب الأسواق العالمية