صحف وتقارير

الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء واسعة النطاق

أوامر الإخلاء فاقمت معاناة المدنيين الفلسطينيين

أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء واسعة النطاق شملت مناطق سكنية مكتظة ومواقع نزوح، ما أدى إلى تفاقم معاناة المدنيين الفلسطينيين وتقليص المساحات الآمنة في القطاع المحاصر إلى أقل من 11% من مساحته الإجمالية، بحسب تقارير رسمية صادرة عن الأمم المتحدة.

تفاصيل أوامر الإخلاء الصادرة عن الجيش الإسرائيلي

بتاريخ 16 أغسطس 2024، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الجيش الإسرائيلي أمر بإخلاء ستة مربعات سكنية جديدة، تركزت في مناطق دير البلح وخان يونس، بما في ذلك منطقتان تقعان ضمن ما يسمى بـ”المنطقة الإنسانية” التي تم تحديدها سابقًا في المواصي غرب خان يونس.

كما شملت أوامر الإخلاء مناطق مكتظة بالسكان في شمال قطاع غزة، حيث تم إنذار السكان في أحياء الشاطئ الشمالي، النصر، عبد الرحمن، مدينة العودة، والكرامة بضرورة المغادرة الفورية. وصنّف الجيش الإسرائيلي هذه المناطق على أنها “مناطق قتال خطيرة”، مما يضع حياة المدنيين في خطر مباشر دون وجود مسارات آمنة واضحة للهروب أو اللجوء.

أوامر الإخلاء تؤثر على مئات آلاف الفلسطينيين

تشير التقارير الأممية إلى أن أكثر من 170,000 نازح فلسطيني يقيمون في حوالي 120 موقعًا متفرّقًا للنزوح، أصبحوا الآن مهددين بفقدان المأوى مرة أخرى. اللافت أن غالبيتهم كانوا قد نزحوا في السابق من مناطق أخرى بناءً على أوامر إخلاء سابقة من الجيش الإسرائيلي، ليجدوا أنفسهم اليوم مضطرين إلى النزوح مرة أخرى وسط ظروف إنسانية متدهورة.

نقص حاد في المرافق والخدمات الأساسية

لم تقتصر تداعيات أوامر الإخلاء الإسرائيلية على المدنيين فقط، بل طالت أيضًا البنية التحتية الإنسانية. فقد تعطلت العمليات اللوجستية والإغاثية بسبب تضرر مستودع تابع لـ برنامج الأغذية العالمي (WFP)، مما أثر على قدرة المنظمات الإنسانية على استقبال وتوزيع المساعدات الغذائية والطبية في القطاع الذي يرزح تحت وطأة حصار خانق.

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية وشيكة

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق من الأوامر العسكرية الأخيرة، معتبرة أن استمرار توجيه المدنيين نحو مناطق جديدة دون توفير مأوى آمن أو خدمات إنسانية كافية قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ قطاع غزة. ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف التصعيد العسكري وضمان حماية السكان المدنيين وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

الوضع الإنساني في غزة يصل إلى نقطة الانهيار

تشير التقديرات إلى أن المساحة الصالحة للعيش داخل قطاع غزة انخفضت إلى نحو 11% فقط، مما يعني أن أكثر من 2 مليون فلسطيني يواجهون ظروفًا معيشية قاسية، في ظل نقص الغذاء، تدمير المرافق الطبية، وانهيار البنية التحتية للمياه والكهرباء. ويتفاقم الوضع مع الاستهداف المستمر للمراكز الصحية، والمدارس، ومخيمات النزوح التي تؤوي الأطفال والنساء وكبار السن.

2 مليون فلسطيني يواجهون ظروف معيشية قاسية

في ظل نقص الغذاء وتدمير المرافق الطبية

 الحاجة إلى تحرك عاجل

في ظل استمرار إصدار الجيش الإسرائيلي لأوامر الإخلاء في غزة، وغياب ممرات إنسانية آمنة، يبقى الشعب الفلسطيني في مواجهة خطر الإبادة البطيئة. إن الوضع الراهن يتطلب تحركًا فوريًا من قبل المؤسسات الدولية، لا سيما مجلس الأمن والمنظمات الحقوقية، من أجل الضغط على إسرائيل لوقف هذه الانتهاكات وضمان حق المدنيين في الحياة والكرامة والأمن.

نهي حمودة

نهى حمودة هي صحفية ومحررة أولى بقطاع الأخبار في الهيئة العربية للإعلام، تمتلك خبرة واسعة في العمل الصحفي والإعلامي. عملت في العديد من المواقع الإلكترونية، حيث قدمت تغطيات إخبارية وتحليلات متميزة، مما عزز مكانتها في المجال الإعلامي. تتميز بمهاراتها التحريرية وقدرتها على تقديم محتوى دقيق ومهني يعكس التطورات المحلية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى