الوكالات

آلاف القتلى في الزلازل الكارثية في ميانمار

زلازل ميانمار تعصف بالمدن الرئيسية: الأمم المتحدة تضع خطة طوارئ لتقديم المساعدة

شنت فرق الإنقاذ عمليات بحث يائسة وسط الأنقاض في بعض من أكبر مدن ميانمار، وذلك بعد يوم من سلسلة من الزلازل المدمرة التي اجتاحت البلاد المنكوبة بالحروب، مما أسفر عن وفاة محتملة لآلاف الأشخاص.

حتى ظهر يوم السبت بالتوقيت المحلي، قالت التلفزيون الرسمي في ميانمار إن حصيلة القتلى وصلت إلى 1,002 شخص، بالإضافة إلى 2,376 جريحًا، لكنها أضافت أن هذه الأرقام أولية. ووقع معظم القتلى والجرحى في مدينة ماندالاي، ثاني أكبر مدينة في ميانمار والمناطق المحيطة بها، التي تقع على بعد أميال قليلة من مركز الزلزال الأقوى. المدينة، التي تضم حوالي 1.2 مليون شخص، تعد موطنًا لبعض من أبرز المعالم الثقافية والدينية في البلاد. وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال

المصدر: هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية دانيال كيس/وول ستريت جورنال

وقد شهدت العاصمة نايبيداو أيضًا العديد من القتلى، حيث تعرضت المستشفيات والمباني الأخرى لأضرار كبيرة. كما استمرت عمليات البحث والإنقاذ على بعد أكثر من 600 ميل في العاصمة التايلاندية بانكوك، حيث انهار برج سكني قيد الإنشاء مؤلف من 33 طابقًا، مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص على الأقل واحتجاز العديد من العمال تحت الأنقاض.

ينتظر الناس أنباءً عن عمليات الإنقاذ في موقع انهيار برج بانكوك الشاهق. الصورة: مايلي أوستن-تان/صور جيتي

شعر سكان المناطق المتضررة بتأثيرات قوية للزلازل، التي امتدت إلى مقاطعة يونان الصينية المجاورة، إضافة إلى العاصمة بنغلاديش، دكا. كما أن المنظمات الإنسانية الدولية تستعد لتقديم الدعم في مواجهة الأضرار الكارثية في ميانمار، أحد أفقر دول آسيا، والتي يعاني شعبها البالغ عدده 55 مليونًا من ويلات حرب أهلية مستمرة منذ سنوات.

أحد السكان يحمل أمتعته بجوار مبنى متضرر في نايبيداو، عاصمة ميانمار. الصورة: ساي أونغ مين/وكالة فرانس برس/صور غيتي

تشير التقديرات الأولية لوكالة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى أن حصيلة القتلى في وسط ميانمار قد تتجاوز 10,000 أو حتى 100,000 شخص، في حين من المحتمل أن تتجاوز الخسائر الاقتصادية قيمة الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وقع الزلزال الأول والأقوى، الذي بلغ قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، ظهر يوم الجمعة على عمق 10 كيلومترات، تلاه زلزال آخر بقوة 6.7 درجة ثم العديد من الهزات الارتدادية الأصغر.

ينتظر الناس خارج مركز تسوق في شيانغ ماي، شمال تايلاند، بعد إخلائهم إثر زلزال بقوة 7.7 درجة ضرب ميانمار المجاورة يوم الجمعة. الصورة: غيوم باين/زوما برس

قال أوكار كياو، أحد العاملين في مجال الإغاثة في ماندالاي، صباح يوم السبت إن فرق الإنقاذ عملت طوال الليل، لكن العديد من الأشخاص ما زالوا عالقين تحت الأنقاض. وأضاف أن معظم الطوابق الأرضية للمباني قد غرقت في التربة، وأن فرق الإنقاذ كانت تستمع إلى أصوات الاستغاثة لتحديد أماكن الحفر.

الميانمار، التي تدين غالبية سكانها بالديانة البوذية، تعيش منذ عام 2021 في حرب أهلية بعد أن استولى الجيش على السلطة، وكانت تعاني من أزمات اقتصادية وإنسانية قبل وقوع الزلازل. وحتى قبل الزلازل، كان حوالي 20 مليون شخص في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية، وكان أكثر من 3.5 مليون قد شردوا من منازلهم.

آلاف القتلى في الزلازل الكارثية في ميانمار

وفي تطور نادر، طلب قائد المجلس العسكري في ميانمار، مين أونغ هلاينغ، المساعدة الدولية، وقال يوم الجمعة: “لقد أعلنت حالة الطوارئ في جميع المناطق المتضررة وفتحت جميع القنوات الممكنة لاستقبال المساعدات الدولية”

محمود فرحان

محمود أمين فرحان، صحفي خارجي متخصص في الشؤون الدولية، لا سيما الملف الروسي الأوكراني. يتمتع بخبرة واسعة في التغطية والتحليل، وعمل في مواقع وصحف محلية ودولية. شغل منصب المدير التنفيذي لعدة منصات إخبارية، منها "أخباري24"، "بترونيوز"، و"الفارمانيوز"، حيث قاد فرق العمل وطور المحتوى بما يواكب التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى