ترامب يتهم شي باستغلال زيارته لفيتنام لتقويض المصالح الأمريكية

رد ترامب: إنهم يحاولون الإضرار بنا
من المكتب البيضاوي، علق ترامب على الاجتماع، مؤكداً أن المناقشات في فيتنام دارت حول الإضرار بالمصالح الأمريكية. وقال للصحفيين: “لا ألوم الصين؛ لا ألوم فيتنام. لكن هذا اجتماع لمعرفة كيفية إضعاف الولايات المتحدة الأمريكية”.
تحملت فيتنام وطأة رسوم ترامب الجمركية بمناسبة “يوم التحرير”، حيث واجهت بعض الصادرات رسومًا جمركية تصل إلى 46%. ورغم هذه الضغوط، لا تزال الولايات المتحدة السوق الرئيسية لصادرات فيتنام.

شي يدعو إلى التعاون لا المواجهة
في مقال نشرته صحيفة “ناندان” التابعة للحزب الشيوعي الفيتنامي، حذّر شي جين بينغ من مخاطر الحمائية، قائلاً: “لا رابح في الحروب التجارية”. ووصف الصين بأنها شريك تجاري مستقر وطويل الأمد، على عكس ما وصفه بالسياسات التجارية الأمريكية المتقلبة.
خلال اجتماعاته في هانوي، شدد شي على ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية، وندد بالضغوط الأحادية الجانب، وهو انتقاد مبطن لنهج واشنطن.
الصين ترد على الخطاب الأمريكي
ردًا على النزاع التجاري المستمر، اتهم شيا باولونغ، المسؤول الصيني الأعلى لشؤون هونغ كونغ، الولايات المتحدة بـ”الوقاحة” ومحاولة “خنق” هونغ كونغ اقتصاديًا. صرح بتحدٍّ أن الصين لا تخشى الصراع، مُقترحًا: “فليبكِ هؤلاء الفلاحون في الولايات المتحدة على 5000 عام من الحضارة الصينية”.
التوازن في جنوب شرق آسيا
تُبرز زيارة شي جهود بكين لتعميق العلاقات الاقتصادية في منطقةٍ تُبحر بين قوتين عظميين. فبينما استثمرت الصين مليارات الدولارات في فيتنام في السنوات الأخيرة – لا سيما في الصناعات التي تتجه جنوبًا لتجنب الرسوم الجمركية الأمريكية – لا تزال فيتنام حذرةً من الوقوع في مرمى النيران.
ووفقًا لفان شوان دونغ من معهد ISEAS-Yusof Ishak، من المُرجّح أن تسعى فيتنام إلى تحقيق توازن دبلوماسي، مُعززةً علاقاتها مع كلٍّ من بكين وواشنطن في الأشهر المُقبلة.
دبلوماسية الرسوم الجمركية وتحوّل الجبهات
تأتي زيارة شي خلال فترة راحة مدتها 90 يومًا في حرب الرسوم الجمركية المُتصاعدة. ومن المُتوقع أن يدفع الزعيم الصيني نحو خفض الرسوم الجمركية المتبادلة، مع تعزيز التحالفات في المنطقة. في هذه الأثناء، تواصل إدارة ترامب موقفها المتشدد، حتى مع إعفاء بعض السلع الصينية الرئيسية – مثل الهواتف الذكية وأشباه الموصلات – من الرسوم الجمركية مؤقتًا.
أوضح ترامب أن هذه الإعفاءات فُسِّرت بشكل خاطئ وأنها مؤقتة فقط، ونشر على موقع “تروث سوشيال”: “لا أحد يفلت من العقاب… وخاصةً الصين التي تُعاملنا أسوأ معاملة على الإطلاق!”.

الصين تتطلع إلى أوروبا وأمريكا اللاتينية
خارج آسيا، تسعى الصين إلى علاقات تجارية أقوى مع الاتحاد الأوروبي، بينما تعمل الولايات المتحدة على مواجهة نفوذ بكين المتزايد في أمريكا اللاتينية. انتقد وزير الخزانة سكوت بيسنت مؤخرًا الصفقات الصينية “الاستغلالية” في الأرجنتين، مُحذِّرًا من اتفاقيات تُقايض حقوق التعدين بالمساعدات.
ردّت السفارة الصينية في الأرجنتين باتهام بيسنت بـ”التشهير الخبيث” وحذّرت واشنطن من تخريب العلاقات بين الصين والدول النامية.
ما هي أجندة شي القادمة؟
بعد زيارته فيتنام التي استمرت يومين، سيواصل شي جين بينغ جولته في جنوب شرق آسيا بزيارة ماليزيا وكمبوديا. تأتي هذه الزيارة في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية بشأن “فك الارتباط” بين الولايات المتحدة والصين، على الرغم من أن مسؤولين من الجانبين يشيرون إلى احتمال التوصل إلى اتفاق كبير.