روسيا تطلق مشروع مروحية “مي-80″: تحديث إستراتيجي بديل لـ”الهيب” رغم العقوبات.
موسكو تسعى لاستبدال أيقونة الطيران Mi-8/17 بتقنيات جديدة في التصميم والأمان والأنظمة الإلكترونية… رغم القيود الغربية ونقص التمويل.

بدأت روسيا تطوير مروحية متعددة المهام تحمل اسم “مي-80″، لتكون الوريث الحديث لسلسلة Mi-8/17 “هيب” التي تُعتبر من أكثر المروحيات استخداماً في العالم منذ ستينيات القرن الماضي. المشروع يُعد خطوة كبيرة في مسار تحديث الأسطول الروسي، رغم التحديات الاقتصادية والتقنية التي فرضتها العقوبات الغربية.
المرجعية التقنية: تصميم جديد مبني على Mi-171A3
بحسب مصادر في الصناعة الدفاعية الروسية، فإن التصميم الجديد لـ”مي-80″ يستند إلى منصة Mi-171A3، لكنه يُضيف تحسينات جوهرية:
شفرات دوّار جديدة أكثر كفاءة.
محركات أقوى.
استخدام مواد مركبة خفيفة لتعزيز الهيكل.
تصميم دوّار ذيل على شكل X لزيادة الديناميكية الهوائية.
هذه العناصر تجعل من “مي-80” مروحية متعددة المهام قادرة على أداء وظائفها بكفاءة عالية في مختلف الظروف.
أنظمة إلكترونية حديثة للعمل في جميع الظروف
من أبرز التطويرات في “مي-80” هو نظام إلكترونيات الطيران المتقدم، القادر على العمل التلقائي واليدوي، نهاراً أو ليلاً، وفي بيئات تضاريسية صعبة تفتقر للعلامات البصرية. الهدف هو ضمان عمل الطائرة في كل الأحوال الجوية وبأعلى درجات الدقة.
الأمان في صميم التصميم
السلامة تمثل محوراً أساسياً في تطوير “مي-80”. وقد شمل التصميم:
خزانات وقود مقاومة للصدمات، موضوعة أسفل قمرة الشحن.
هيكل سفلي معزز لتحمل الظروف القتالية ومهام الإغاثة المعقدة.
تحسينات تمنح الطائرة قدرة أكبر على النجاة في حالات الطوارئ أو العمليات الصعبة.
تحديات تمويلية تهدد الجدول الزمني
رغم الطموح، تواجه “مي-80” تحديات حقيقية في التمويل، لا سيما في ظل العقوبات الغربية التي تعرقل الوصول إلى مكونات وتكنولوجيا حيوية. المشروع ما زال في مرحلة إعداد المواصفات، وتُقدر المصادر أن التطوير الكامل سيستغرق 5 سنوات على الأقل بعد تأمين التمويل المطلوب.
خطة لتوحيد الإنتاج وخفض التكاليف
ضمن الرؤية الشاملة للمشروع، تسعى روسيا إلى دمج عمليات الإنتاج بين مصنعي كازان وأولان أوده، وهما من أهم مراكز صناعة الطيران العمودي في البلاد. الخطوة تهدف إلى:
خفض التكاليف اللوجستية والإنتاجية.
الحفاظ على كفاءة خطوط الإنتاج.
ضمان استمرار الدعم التقني للمروحيات القديمة والجديدة.
“الهيب”: أسطورة يصعب تجاوزها
مروحية Mi-8/17 خدمت في أكثر من 50 دولة حول العالم، وكانت حجر الأساس في العمليات العسكرية والمدنية الروسية لعقود. استبدالها ليس مجرد مسألة تقنية، بل تحدٍ في البنية اللوجستية والعقيدة التشغيلية، خصوصاً في ظل العقوبات المفروضة على التكنولوجيا والمواد الغربية.
إصرار على التحديث رغم القيود
يُجسّد مشروع “مي-80” إصرار روسيا على تحديث قدراتها الجوية، حتى في ظل أقسى الظروف. تسعى موسكو إلى إثبات قدرتها على الابتكار الذاتي والاستقلال الصناعي، مع الحفاظ على مكانتها كقوة رئيسية في قطاع الطيران العمودي.
أقرأ أيضاً: