تناقض في تصريحات كبار مسؤولي إدارة ترامب بشأن الرسوم الجمركية وسط اضطرابات في الأسواق

في ظل تصاعد الاضطرابات في الأسواق العالمية ومخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في ركود، أدلى كبار مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات متضاربة يوم الأحد حول الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس على الواردات.
فبينما ظهرت شخصيات من فريق ترامب في البرامج السياسية الصباحية لتأكيد موقف موحد بشأن الرسوم الجديدة—التي تبلغ 10% على معظم الواردات الأمريكية، مع نسب أعلى تستهدف نحو 60 دولة, فقد جاءت تصريحاتهم متباينة، مما زاد من حالة الغموض والقلق في الأسواق. وفقًا لتقرير الجارديان
وزير التجارة هوارد لوتنيك، الملياردير المعروف، شدد خلال ظهوره على برنامج Face the Nation عبر شبكة CBS على أن الرسوم “باقية ولن تُؤجل”. وقال: “لا مجال للتأجيل—هذه الرسوم ستظل قائمة لأيام وأسابيع قادمة، وهذا أمر بديهي”، مضيفًا أن ترامب يسعى إلى “إعادة ضبط التجارة العالمية”.
لكن على النقيض من ذلك، تحدث وزير الخزانة سكوت بيسنت على شاشة NBC عن إمكانية التفاوض مع الدول، مشيرًا إلى أن أكثر من 50 دولة تواصلت مع الإدارة بشأن خفض الحواجز التجارية غير الجمركية والرسوم، ووقف التلاعب بالعملات. وزيرة الزراعة بروك رولينز أيدت هذا التوجه على قناة CNN، مؤكدة أن “الخطوط مشتعلة في البيت الأبيض من كثرة الاتصالات”.
وقد تسببت الرسوم الجديدة في هزة عنيفة بأسواق المال، حيث فقدت وول ستريت أكثر من 6 تريليونات دولار من قيمتها خلال يومين فقط الأسبوع الماضي. ومع استمرار ترامب في ممارسة هوايته المفضلة بلعب الغولف في مارالاغو، خرجت انتقادات نادرة من داخل الحزب الجمهوري.
إقرأ ايضًا:هل يشهد العالم ركوداً عالمياً؟ تعرف على تأثير الرسوم الجمركية الصادمة لترامب
نائب الرئيس السابق مايك بنس وصف الرسوم بأنها “أكبر زيادة ضريبية في أوقات السلم بتاريخ الولايات المتحدة”، فيما حذر السيناتور تيد كروز من “مجزرة انتخابية” قد تطال الجمهوريين في انتخابات منتصف المدة عام 2026 إذا أدخلت هذه السياسات البلاد في ركود اقتصادي.
أما الديمقراطيون، فقد وجدوا في هذا الانقسام فرصة للهجوم. السيناتور آدم شيف اعتبر أن ما يحدث هو “ركود ترامب”، مؤكدًا أن الرئيس “يدمر الاقتصاد الأمريكي”. الحاكم الديمقراطي لولاية مينيسوتا، تيم والز، وصف الرسوم بأنها “مرعبة” محذرًا من أن إفساد العلاقات مع شركاء تجاريين موثوقين ككندا والمكسيك قد تكون له عواقب طويلة الأمد.
في الأثناء، تتزايد تحذيرات المحللين من احتمال دخول الاقتصاد العالمي في ركود. رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في جي بي مورغان، بروس كاسمان، رفع نسبة احتمال حدوث ركود عالمي إلى 60%، في مذكرة بعنوان “سيكون هناك دم”.
وفي مشهد أثار السخرية، سُئلت وزيرة الزراعة عن سبب فرض رسوم بنسبة 10% على واردات جزر “هيرد وماكدونالد” غير المأهولة بالسكان، فكان ردها: “يعني… تعالوا، من يقود هذه السياسة أشخاص وطنيون وعباقرة”. كما دافعت عن فرض رسوم على منتجات الاتحاد الأوروبي، رغم أن الأخير يمنع استيراد اللحوم المعالجة بهرمونات صناعية منذ عام 1981، معتبرة أن ذلك يستند إلى “علم زائف”.
واختتمت رولينز دفاعها بعبارة غاضبة: “هذا هراء مطلق. نحن ننتج أفضل وأأمن غذاء في العالم”.