عربي وعالمي

باكستان ترفض ضغوط الأمم المتحدة: ترحيل اللاجئين الأفغان مستمر

أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية رفضها دعوات الأمم المتحدة لوقف عملية ترحيل اللاجئين الأفغان غير النظاميين من البلاد، مؤكدة أن قرار الترحيل سيُنفذ كما هو مخطط له، دون تغيير في السياسة الحالية.

وأكد المتحدث باسم الخارجية الباكستانية، شفقات علي خان، في مؤتمر صحفي عقده أمس، أن بلاده “ملتزمة بإعادة اللاجئين إلى وطنهم”، موضحًا أن العملية لا تزال قائمة، وقد يتم تعليقها مؤقتًا لأسباب إنسانية أو لوجستية، لكن القرار النهائي لم يتغير.

انتقادات أممية متزايدة

جاءت هذه التصريحات ردًا على تصريحات صدرت عن مسؤولين أمميين، أبرزهم فيلبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، الذي دعا باكستان إلى إعادة النظر في قرارها، مشيرًا إلى أن الترحيل القسري قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، خاصة في ظل الوضع الأمني والاقتصادي المتدهور.

كما أعرب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في أفغانستان، ريتشارد بينيت، عن قلقه إزاء استمرار الترحيل، معتبرًا أن “الظروف الحالية في أفغانستان لا تتيح عودة آمنة وكريمة لهؤلاء اللاجئين”، مطالبًا الحكومة الباكستانية بـ”وقف الترحيل فورًا والتعاون مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول إنسانية”.

باكستان تدافع عن موقفها

ورغم هذه الانتقادات، شددت الحكومة الباكستانية على أن قرارها يتعلق بالسيادة الوطنية، وأنه لا يستهدف اللاجئين المسجلين، بل يتعلق بمن دخلوا البلاد بشكل غير قانوني، والذين لم يتم توثيق وضعهم القانوني لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وقال شفقات علي خان:

“باكستان استضافت ملايين اللاجئين الأفغان على مدار أكثر من أربعة عقود، وقد حان الوقت لوضع حد لحالة عدم التنظيم، مع احترام القانون الدولي والمعايير الإنسانية”.

وأشار إلى أن الحكومة وفّرت ممرات آمنة للعودة، وتم التنسيق مع السلطات الأفغانية لضمان وصول اللاجئين إلى بلادهم بسلام.

أبعاد سياسية وإنسانية

يتزامن هذا الجدل مع توتر العلاقات بين باكستان وحركة طالبان الحاكمة في كابل، حيث تتهم إسلام أباد بعض الجماعات المسلحة الأفغانية بالضلوع في هجمات داخل الأراضي الباكستانية. وتقول الحكومة إن استمرار وجود لاجئين غير شرعيين يُعقّد الوضع الأمني الداخلي، ويُثقل كاهل الاقتصاد المتدهور.

من ناحية أخرى، تحذر منظمات إنسانية من أن الترحيل قد يؤدي إلى مآسٍ إنسانية، خصوصًا في فصل الشتاء، وسط تقارير عن نقص في الغذاء والرعاية الصحية داخل أفغانستان.

دعوات لحلول متوازنة

في ظل تصاعد التوتر، دعت عدة منظمات دولية، بما في ذلك المفوضية السامية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية، إلى تجميد قرارات الترحيل مؤقتًا، وفتح باب الحوار بين إسلام أباد والأمم المتحدة للوصول إلى حلول عادلة تحفظ كرامة اللاجئين وتراعي مصالح الدولة المضيفة.

اقرأ أيضاً:

الكرملين: نهج ترامب في التسوية يختلف عن الأوروبيين

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى