لافروف: الهجوم الإسرائيلي على قطر انتهاك للقانون الدولي
أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة القطرية الدوحة تمثل خطوة خطيرة تزيد من تقويض الاستقرار الإقليمي. وجاء تصريح لافروف خلال مشاركته في جلسة عامة للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، حيث أوضح أن الاجتماع ينعقد في وقت بالغ الحساسية مع ارتفاع وتيرة التوترات العسكرية والسياسية في المنطقة. وشدد على أن استهداف قطر في التاسع من سبتمبر بالصواريخ والقنابل يُعد سابقة خطيرة من شأنها أن تؤجج الصراع، موجهًا رسالة واضحة بأن بلاده تدين هذا التصرف رفضًا قاطعًا.
إدانة روسية صارمة
أوضح لافروف أن بلاده تلقت نبأ العملية الإسرائيلية بقلق شديد، واصفًا إياها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. واعتبر أن هذه الضربات تمثل تعديًا على سيادة دولة مستقلة وتهديدًا مباشرًا لوحدة أراضيها، فضلًا عن كونها عاملًا جديدًا لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وأضاف الوزير الروسي أن مثل هذه الإجراءات العدائية لا يمكن تبريرها تحت أي ذريعة، مؤكدًا أنها تستحق أشد الإدانة من المجتمع الدولي. موقف موسكو الواضح يعكس حرصها على دعم استقرار المنطقة ورفضها للسياسات التصعيدية.
قطر تكشف تفاصيل الاستهداف
من جانبها، أعلنت السلطات القطرية أن الضربة الإسرائيلية استهدفت مقرات سكنية في الدوحة كان يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس. وأثناء انعقاد اجتماع وفد الحركة لمناقشة المقترح الأمريكي الأخير بشأن وقف إطلاق النار في غزة، تعرضوا لمحاولة اغتيال مباشرة. ورغم نجاتهم من الهجوم، فقد أسفر القصف عن مقتل خمسة من مرافقي الوفد، بينهم نجل القيادي خليل الحية ومدير مكتبه، إضافة إلى أحد عناصر الأمن الداخلي القطري، بينما أصيب آخرون. الدوحة وصفت العملية بأنها “هجوم جبان” يهدد سيادتها وأمنها الداخلي.
استهداف غير مسبوق في قطر
تُعد هذه المرة الأولى التي تقدم فيها إسرائيل على استهداف قيادات من حركة حماس داخل قطر، بينما سبق لها أن نفذت عمليات مشابهة في دول أخرى. وكان أبرزها اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية في طهران خلال يوليو من العام الماضي، في عملية أثارت استنكارًا واسعًا. ويرى مراقبون أن نقل مسرح الاغتيالات إلى الدوحة يحمل دلالات خطيرة، إذ يشير إلى توسيع إسرائيل نطاق عملياتها الاستخباراتية والعسكرية خارج حدود الأراضي الفلسطينية، ما ينذر بمزيد من التوترات في الساحة الإقليمية.
استعدادات القمة الروسية العربية
وفي سياق متصل، كشف وزير الخارجية الروسي أن بلاده تستعد لاستضافة القمة الروسية العربية الأولى في 15 أكتوبر المقبل بموسكو. وأوضح أن اجتماعًا تحضيريًا على مستوى وزراء الخارجية سيُعقد يوم 13 أكتوبر لوضع اللمسات النهائية على الوثائق والاتفاقيات المرتقبة. ودعا لافروف قادة الدول العربية إلى المشاركة الفعالة في هذا الحدث، مشيرًا إلى أن القمة تمثل فرصة لتعزيز التعاون متعدد الأطراف بين الجانبين، وبحث سبل دعم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. روسيا تراهن على هذا اللقاء لفتح آفاق جديدة من الشراكة الاستراتيجية.
شراكة لتعزيز الأمن والاستقرار
سبق أن دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال القمة العربية الرابعة والثلاثين، جميع قادة الدول العربية للمشاركة في القمة الروسية العربية الأولى. وأعرب عن ثقته بأن هذا اللقاء سيسهم في بناء تعاون متبادل المنفعة بين روسيا والعالم العربي، ويرسخ قواعد الشراكة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وتراهن موسكو على هذا الاجتماع لتقديم نفسها شريكًا موثوقًا في قضايا المنطقة، في وقت تتزايد فيه الأزمات والتحديات التي تواجه الأمن الجماعي. القمة المنتظرة قد تشكل نقطة انطلاق نحو توازن إقليمي أكثر استقرارًا.



