أمريكا تشعل حربًا جديدة بالشرق الأوسط وسط تحذيرات من كارثة نووية
تصعيد عسكري غير مسبوق بعد قصف مواقع نووية إيرانية وخطر توسع الصراع يلوح بالأفق

رغم إنكار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن الضربات الجوية التي استهدفت مواقع نووية في إيران تُعد فعليًا إعلانًا لحرب جديدة تخوضها واشنطن في الشرق الأوسط. الصحفي البريطاني سايمون تيسدال يرى أن ترامب وقع في فخ سياسي نصبته حكومة بنيامين نتنياهو، وأن هذه المغامرة قد تقرّب إيران من امتلاك سلاح نووي، لا العكس.
قصفٌ لا يُغيّر جوهر الواقع الإيراني
الضربات الأمريكية لن تمحو المعرفة النووية التي تملكها إيران، ولن تثني طهران عن مواصلة طموحاتها، إن وُجدت. كما أنها لن تُنهي حالة العداء المزمنة بين إيران وإسرائيل، ولن تُحقق سلامًا في المنطقة، ولن توقف المذبحة الجارية في غزة، ولن تُعيد الحقوق للفلسطينيين، أو تُنهي الخصومة التي امتدت لخمسين عامًا بين واشنطن وطهران.
تصعيد ترامب يهدد بإشعال المنطقة بأكملها
الإجراءات الأمريكية قد تُحوّل التوترات الراهنة إلى نزاع شامل في الشرق الأوسط. القواعد الأمريكية، التي تضم قرابة 40 ألف جندي في الخليج ومناطق مجاورة، باتت مهددة بردود انتقامية. كما أن قوات بريطانية وحلفاء آخرين قد يدخلون دائرة الاستهداف. تهديدات ترامب المتكررة بمزيد من الضربات تكشف أن هدفه قد لا يكون الردع النووي فقط، بل فرض “نصر ساحق” بالقوة العسكرية.
فخ نتنياهو: هل ورّط إسرائيل أمريكا عمدًا؟
رغم تعهده بعدم الدخول في حروب خارجية، فإن ترامب انجرّ إلى فخٍ رسمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. لأعوام، ضخّم نتنياهو ما وصفه بـ”الخطر النووي الإيراني”، رغم غياب أدلة دامغة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو أجهزة الاستخبارات الأمريكية تؤكد قرب طهران من إنتاج قنبلة نووية.
أكاذيب قديمة تقود إلى حرب جديدة
كما حدث في غزو العراق عام 2003، تتجه الولايات المتحدة مجددًا إلى خوض حرب بناءً على معلومات غير مؤكدة وأهداف غير واضحة، دون خطة انسحاب أو رؤية لما سيحدث بعد الضربات. المراهنة على استسلام إيران الكامل ليست سياسة عقلانية، بل مغامرة محفوفة بالمخاطر.
إيران باقية ولن تختفي من المعادلة
رغم محاولات عزلها، تبقى إيران قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها، بدعم من قوى عالمية كروسيا والصين. وقد أعلنت طهران صراحة أنها ستواصل برنامجها النووي المدني، وترفض الخضوع لأي تفاوض يتم تحت الضغط العسكري.
الجهل الأمريكي بإيران مستمر
غياب التمثيل الدبلوماسي وفرض العقوبات أضعف فهم صناع القرار الأمريكيين لإيران. انسحاب ترامب من الاتفاق النووي الذي أبرمه أوباما عام 2015، يُجسد هذا القصور، إذ يحاول اليوم فرض ما تحقق سابقًا بالدبلوماسية من خلال القنابل.
تداعيات كارثية وشيكة على المنطقة والعالم
قد ترد إيران بضربات على قواعد أمريكية في البحرين والعراق والأردن، أو حتى تستهدف مضيق هرمز، مما ينذر بأزمة طاقة عالمية. في اليمن، أعلن الحوثيون استئناف الهجمات البحرية، بينما تواصل إيران إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل. كل هذه التطورات تُنذر بانفجار وشيك.
إيران تُلوّح بالرد الكامل وتتمسك ببرنامجها النووي
أكد المسؤولون الإيرانيون أن جميع الخيارات مفتوحة للرد، وأنهم لن يستسلموا للضغوط الغربية. كما تعهدوا بإعادة بناء المنشآت التي تعرضت للقصف. السؤال الملحّ الآن: هل يدفع هذا التصعيد طهران إلى عسكرة برنامجها النووي فعلًا؟
إيران بين خيارين: الانهيار أو السلاح النووي
يطرح سايمون تيسدال سيناريوهين خطيرين: إما أن يُسفر التصعيد عن انهيار النظام الإيراني، أو أن يدفعه لاتخاذ قرار حاسم بالتحوّل إلى دولة نووية. مثل هذا القرار قد يعني الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي وطرد مفتشي الوكالة الدولية.
هل تُكرّر إيران سيناريو كوريا الشمالية؟
التصعيد الأمريكي قد يُرسل رسالة قاتلة إلى العالم: من لا يمتلك سلاحًا نوويًا يصبح فريسة سهلة. هذه الرسالة قد تُغري دولًا أخرى باتباع النموذج الكوري الشمالي، مما يُحوّل شبح التهديد النووي الإيراني – الذي لم تثبت صحته – إلى خطر عالمي حقيقي.