عربي وعالمي

الصين: مستعدون لمواصلة دعم مؤسسات واشنطن وبكين من أجل تعاون تجاري طبيعي

الصين تؤكد استعدادها للتعاون مع الشركات الأميركية رغم التوترات التجارية أكدت وزارة التجارة الصينية

أكدت وزارة التجارة الصيني، الثلاثاء، استعداد بكين لدعم التعاون الطبيعي مع الشركات الأميركية، وذلك بعد أيام من تقارير عن امتناع شركات طيران صينية عن استلام طائرات جديدة من شركة “بوينغ” الأميركية.

ويأتي هذا الموقف في ظل استمرار التوترات التجارية بين البلدين، حيث أقر مسؤولون صينيون بأن الزيادات في الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب تسببت في اضطرابات بسوق النقل الجوي العالمي، وألحقت أضراراً كبيرة بشركات الطيران الصينية وشركة “بوينغ” على حد سواء.

وأعربت الصين، في بيانها، عن أملها في أن تتمكن الولايات المتحدة من توفير بيئة مستقرة وقابلة للتنبؤ تتيح استمرار الأنشطة التجارية والاستثمارية بشكل طبيعي بين الجانبين.

التصعيد التجاري يدفع الصين لرفض تسلم طائرات أميركية

في وقت سابق من الشهر الجاري، أصدرت السلطات الصينية توجيهات لشركات الطيران المحلية بعدم استلام أي طائرات جديدة من شركة “بوينغ” الأميركية، في خطوة تُعد جزءاً من التصعيد المتبادل في الحرب التجارية بين بكين وواشنطن.

ويأتي هذا القرار عقب فرض الصين رسوماً جمركية انتقامية بنسبة 125% على السلع الأميركية، ما أدى إلى تضاعف تكلفة الطائرات وقطع الغيار المصنعة في الولايات المتحدة، وجعل من غير المجدي اقتصادياً بالنسبة لشركات الطيران الصينية الاستمرار في شراء طائرات “بوينغ”.

وكانت الخطوة الصينية ردًا مباشرًا على الرسوم الجمركية الباهظة التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والتي وصلت إلى 145% على عدد من السلع الصينية.

أكد الرئيس التنفيذي لشركة “بوينغ”، كيلي أورتبرغ، أن الصين أوقفت استلام الطائرات من الشركة، في أحدث تطور للتوترات التجارية بين البلدين.

وقال أورتبرغ، خلال مؤتمر عبر الهاتف عقد الأربعاء الماضي لمناقشة نتائج أعمال الشركة، إن “بوينغ” على تواصل مستمر مع عملائها في الصين، وتقوم حالياً بتقييم خيارات إعادة تسويق الطائرات التي تم تصنيعها بالفعل أو التي لا تزال قيد الإنتاج.

وأضاف: “نحن مستعدون لإيجاد مشترين بديلين للطائرات المخصصة للسوق الصينية”، مشيراً إلى أن الشركة تتابع التطورات عن كثب وتسعى للحفاظ على مرونة عملياتها في ظل الظروف الحالية.

مصير الطائرات الموجهة للصين

ألقى توقف الصين عن استلام طائرات “بوينغ” بظلال من الشك على مستقبل نحو 50 طائرة كان من المقرر تسليمها للسوق الصينية خلال العام الجاري. وبدأت الشركة الأميركية بالفعل في إعادة طائرات “737 ماكس”، التي رفضتها شركات الطيران الصينية، إلى الولايات المتحدة.

وفي ظل هذا الوضع، برزت “إير إنديا” كأحد المشترين البديلين، حيث أبدت استعدادها لاستلام الطائرات التي رفضتها الصين. وبحسب وكالة “بلومبرغ”، فقد تسلمت الشركة الهندية حتى نهاية الشهر الماضي 41 طائرة من طراز “737 ماكس” كانت مخصصة أصلاً لشركات طيران صينية، وأعربت عن اهتمامها بالحصول على المزيد.

ويُنظر إلى أي إشارة حسن نية من جانب بكين على أنها قد تشكّل دفعة قوية لشركات الطيران الصينية، التي لطالما اعتمدت على طائرات “بوينغ” في خطط توسعها. وتشير التقديرات إلى أن الصين ستمثل نحو 20% من إجمالي الطلب العالمي على الطائرات خلال العقدين المقبلين، فيما كانت قد استحوذت على قرابة ربع إنتاج “بوينغ” في عام 2018.

رحمة حسين

رحمة حسين صحفية ومترجمة لغة فرنسية، تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية وآدابها بجامعة عين شمس. تعمل في مجال الصحافة الثقافية والاجتماعية، إلى جانب عملها في الترجمة من الفرنسية إلى العربية. تهتم بقضايا حقوق الإنسان وحقوق المرأة، ولها كتابات مؤثرة في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى