أوكرانيا تؤكد استعدادها لمفاوضات سلام فورية وترامب يتراجع عن فكرة “قصف موسكو”
أوكرانيا تدعو للسلام وترامب يتراجع: تحوّل في لهجة الغرب وسط انقسامات أوروبية

في ظل استمرار الهجمات الروسية والتجاذبات الأوروبية حول حزمة العقوبات الجديدة، جددت كييف استعدادها غير المشروط للجلوس إلى طاولة المفاوضات، داعية أوروبا لتشديد الضغوط على موسكو. وفي الوقت نفسه، بدا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتراجع عن لهجة التهديد المباشرة، وهو ما يعكس تحولًا في لهجة الغرب تجاه الأزمة الأوكرانية.
وزير الخارجية الأوكراني: مستعدون للسلام “في أي مكان وبأي صيغة”
خلال مؤتمر مشترك في مدينة لوبلين البولندية، قال وزير الخارجية الأوكراني المؤقت أندريي سيبيها إن بلاده “مستعدة تمامًا” للدخول في محادثات سلام مع روسيا “في أي وقت، وبأي صيغة، وفي أي مكان”، مشددًا على أن الكرملين “يعتمد الآن على الإرهاب الجوي بعد فشله في تحقيق أي مكاسب على الأرض”.
سيبيها نفى بشدة الاتهامات الروسية بأن أوكرانيا تعرقل جهود السلام، واصفًا إياها بأنها “أكاذيب وتشويه متعمد للوقائع”، مضيفًا: “كييف لم تكن يومًا، وليست، ولن تكون عائقًا أمام السلام”.
دعوات أوروبية لتكثيف العقوبات رغم الخلافات الداخلية
كرر الوزير الأوكراني دعوته إلى الاتحاد الأوروبي لاعتماد الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا، والتي ما زالت متوقفة بسبب رفض سلوفاكيا. وطالب بزيادة الضغط على موسكو لإجبارها على الدخول في مفاوضات جادة لوقف إطلاق النار.
وزير الدفاع الليتواني كستوتيس بودريس دعم تصريحات سيبيها، متهمًا روسيا بنشر “سرديات دعائية كاذبة” لتشويه صورة أوكرانيا أمام العالم.
ضغوط أوروبية تتعثر أمام معارضة سلوفاكية
رغم التصريحات المتشددة، أخفقت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مجددًا في تمرير الحزمة الجديدة من العقوبات على موسكو. وأكد دبلوماسيون في بروكسل أن سلوفاكيا واصلت تعطيل الإجراءات، ما يثير تساؤلات حول وحدة الموقف الأوروبي في مواجهة العدوان الروسي.
تغيير في لهجة ترامب: لا لقصف موسكو
وفي تحول لافت، تراجع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن تصريح سابق لمح فيه إلى إمكانية “استهداف موسكو”، قائلًا إن هناك “سوء فهم” في التصريحات المنسوبة إليه، مشيرًا إلى أن التركيز يجب أن يكون على الحلول السياسية والضغط الدبلوماسي.
البرلمان الأوكراني يقر إقالة شميهال ضمن تعديل حكومي واسع
في الداخل الأوكراني، صادق البرلمان على إقالة رئيس الوزراء دينيس شميهال في خطوة تأتي ضمن تعديلات حكومية أعلنها الرئيس زيلينسكي قبل أيام، في محاولة لتعزيز الجبهة الداخلية سياسيًا واقتصاديًا.
ميزانية أوروبية بـ2 تريليون يورو تثير الانقسام
طرحت المفوضية الأوروبية موازنتها الجديدة للفترة 2028–2034 بقيمة تصل إلى تريليوني يورو، لكن ردود الفعل البرلمانية جاءت فاترة. وقال نواب بارزون في البرلمان الأوروبي إن “حسابات الميزانية غير متوازنة”، وانتقدوا حصر البرامج الناجحة في “صناديق شاملة” قد تضر بفاعلية السياسات الحالية.
خمسة أضعاف الإنفاق الدفاعي الأوروبي في الميزانية الجديدة
أعلنت أورسولا فون دير لاين أن الاتحاد الأوروبي سيخصص 131 مليار يورو للدفاع والفضاء، وهو ما يمثل زيادة بخمسة أضعاف عن الميزانية الحالية، مشيرة إلى أن الأمن “أولوية قصوى” للمواطنين والحكومات على حد سواء.
كما كشفت عن إنشاء آلية طوارئ بقيمة 400 مليار يورو، مؤكدة أن “الأزمات لم تعد استثناءً، بل أصبحت القاعدة”.
قوانين اللغة البلجيكية تشعل الجدل من جديد
في سياق بعيد عن الجبهات، أيدت لجنة مراقبة اللغة البلجيكية شكوى ضد مفتش قطارات استخدم التحية الفرنسية “بونجور” في منطقة ناطقة بالهولندية، ما أعاد الجدل حول القوانين الصارمة للغة في البلاد، والتي تفرض على موظفي السكك الحديدية التحدث فقط بلغة الإقليم الذي يعملون فيه.
اقرأ أيضاً الجارديان: تصاعد العنف في السويداء بعد انسحاب القوات السورية وغارات إسرائيلية جديدة
مفترق طرق دبلوماسي وعسكري
بين دعوات السلام واستمرار الهجمات، يبدو أن الملف الأوكراني دخل مرحلة معقدة تتطلب توازنًا دقيقًا بين الدبلوماسية والحزم. أوكرانيا تعلن مرارًا استعدادها للسلام، لكن موسكو تواصل الهجمات، بينما أوروبا غارقة في نزاعات داخلية حول الموازنة والعقوبات. وفي الأفق، تبقى الوساطة الغربية والتطورات في واشنطن عاملين حاسمين في شكل المرحلة المقبلة.