ماسأه جديده تضرب العراق:ضحايا بالمئات وذويهم يبحثون عنهم وسط الحطام
"مأساة العراق: حريق هائل في مركز تجاري يودي بحياة 61 شخصًا"

في فاجعة إنسانية جديدة تعكس هشاشة معايير السلامة العامة في العراق، اندلع حريق هائل مساء الأربعاء في مركز “هايبر مول” التجاري بمدينة الكوت شرقي البلاد، ما أسفر عن مقتل 61 شخصًا على الأقل، أغلبهم اختنقوا في الحمّامات، بينهم 14 جثة متفحمة لم يتم التعرف عليها بعد، وفقًا لبيان وزارة الداخلية العراقية.
التحقيقات ما زالت جارية وسط حالة من الغضب الشعبي، بعد أن أفادت شهادات بأن الحريق بدأ بسبب انفجار وحدة تكييف هوائي، قبل أن يمتد بسرعة عبر طوابق المركز الخمسة.
مركز افتتح قبل أيام يتحول إلى فخ قاتل
المول الذي لم يمضِ على افتتاحه سوى خمسة أيام، تحوّل إلى ساحة مأساوية. فرق الدفاع المدني نجحت في إنقاذ أكثر من 45 شخصًا، لكن كثيرين ظلوا محاصرين بالنيران والدخان الكثيف داخل المبنى الذي يضم مطاعم وسوبر ماركت ومرافق ترفيهية.
مسعفون نقلوا الضحايا إلى مستشفيات المدينة التي غصت بأعداد المصابين، فيما استمرت عمليات البحث عن مفقودين حتى ساعات الفجر.
شهادات مروعة من ناجين ومكلومين
في مشهد يلخص عمق المأساة، جلس أحد الرجال أمام المستشفى وهو يصرخ باكيًا: “يا أبوي.. يا قلبي!”، بينما كان آخرون يفتشون في سيارات الإسعاف عن أقاربهم المفقودين.
الدكتور ناصر القريشي، أحد الناجين، قال إن خمسة من أفراد أسرته لقوا مصرعهم في الحريق:
“ذهبنا للعشاء في المول هربًا من انقطاع الكهرباء، لكن فجأة انفجر مكيف في الطابق الثاني واندلع الحريق.. لم نستطع الهروب”.
اتهامات بالإهمال وتحقيقات على أعلى مستوى
أعلن محافظ واسط، محمد المياحي، الحداد لمدة ثلاثة أيام، مؤكدًا أن السلطات المحلية سترفع دعوى قضائية ضد مالك المول وشركة المقاولات المنفذة للبناء، قائلًا:
“هذه الكارثة صدمة كبرى وتستوجب مراجعة شاملة لإجراءات السلامة في كافة المنشآت”.
رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمر بفتح “تحقيق شامل” للوقوف على أسباب الحريق وكشف أوجه القصور التي سمحت بحدوث مثل هذه الكارثة في مبنى حديث البناء.
خلفية: سجل مأساوي في السلامة العامة
تأتي هذه الكارثة في سياق سلسلة طويلة من الحوادث المميتة التي يشهدها العراق، حيث تتكرر الحرائق في المباني والمرافق العامة، لا سيما في فصل الصيف الذي تصل فيه درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية، وسط غياب معايير السلامة والتفتيش الجاد.
في سبتمبر 2023، لقي أكثر من 100 شخص مصرعهم في حريق بقاعة أفراح شمال العراق، بينما شهدت البلاد في يوليو 2021 حريقًا مروعًا في وحدة لعلاج مرضى كوفيد أسفر عن وفاة أكثر من 60 شخصًا.