أكد الدكتور عبدالرحمن طه، الخبير في الاقتصاد الرقمي، أن سلطنة عُمان تشهد تطوراً غير مسبوق في مجال صناعة الفضاء، مستفيدة من موقعها الجغرافي المميز وإنجازها التاريخي بإطلاق أول مركبة فضائية في الشرق الأوسط. هذا الإنجاز يعزز مكانة السلطنة بين الدول الرائدة في هذا القطاع الحيوي والمتقدم.

وأوضح الدكتور طه، في تصريحاته لبرنامج “العالم في دقائق”، أن الموقع القريب للسلطنة من خط الاستواء يمنحها ميزة تنافسية مهمة، حيث يُسهِّل إطلاق المركبات الفضائية باستهلاك أقل للوقود مقارنة بالمناطق الأخرى، كما أن وجود منشأة “إطلاق” الفضائية عند خط عرض 18 درجة يمكّن من إرسال المركبات إلى مدارات مختلفة تشمل المدار الاستوائي والمدارات القطبية والمستقرة جغرافياً. هذه المميزات تفتح المجال أمام المؤسسات الفضائية العالمية للاستثمار في القدرات المتميزة للسلطنة.

أقرا أيضا

هل الصين تستطيع منافسة البنك الدولي عبر صندوق بريكس الاستثماري الجديد؟ خاص

الطموح العُماني في مجال الفضاء

وأضاف طه أن الطموح العُماني في مجال الفضاء يظهر جلياً من خلال إطلاق المركبة “الدقم-1″، الذي يُعتبر إنجازاً تاريخياً يعكس توجه السلطنة نحو الريادة في التقنيات المتقدمة، مشيرا إلى أن مشروع منشأة “إطلاق” المستقبلية، المُقرر إنجازها بحلول عام 2027، والتي ستضم أربع منصات إطلاق حديثة، هذا المشروع الطموح سيُحوّل السلطنة إلى مركز إقليمي وعالمي لخدمات الإطلاق الفضائي، ممهداً الطريق لتنويع الاقتصاد الوطني وجذب استثمارات كبيرة في قطاع التكنولوجيا المتطورة.

كما تناول الدكتور طه الاستعدادات الجارية لمهمة “دقم-2″، التي ستستخدم المركبة شبه المدارية “كيا-1” للوصول إلى ارتفاع 500 كيلومتر.

بناء منظومة فضائية متكاملة تُواكب أحدث التطورات

وأكد أن هذه الخطوة تُبرز جدية السلطنة في بناء منظومة فضائية متكاملة تُواكب أحدث التطورات العالمية، مضيفا أن السلطنة تولي اهتماماً كبيراً لإعداد كوادر عُمانية متخصصة في علوم وتقنيات الفضاء، وهو توجه استراتيجي يدعم إقامة اقتصاد معرفي يتماشى مع أهداف رؤية عُمان 2040.

وأشار طه أيضاً إلى أهمية الشراكات الدولية بين السلطنة وشركات فضائية عالمية، مؤكداً أن هذه التعاونات تعزز مكانة السلطنة كمركز إقليمي لتطوير تطبيقات الفضاء وجذب الاستثمارات التقنية.

وأوضح أن مواقع الإطلاق الفضائي في عُمان، المطلة على المحيط الهندي والبعيدة عن المناطق السكانية، توفر حماية إضافية تجعلها الخيار الأمثل للشركات العالمية الباحثة عن مواقع آمنة لإطلاق صواريخها الفضائية.

خصائص الموانئ الفضائية العالمية

تطرق طه أيضاً إلى مقارنة بعض الموانئ الفضائية العالمية، موضحاً أن كل منها يتميز بخصائص خاصة تساهم في تطورها، من بين أبرز هذه الموانئ:

– مركز بايكونور الفضائي في كازاخستان، المعروف كأول محطة إطلاق مداري في العالم، حيث أُطلقت منه أولى الأقمار الصناعية ورائد الفضاء يوري غاغارين.
– مركز كنيدي الفضائي وقاعدة كايب كانافيرال في الولايات المتحدة الأمريكية، وهما من أشهر المواقع لإطلاق المركبات الفضائية المأهولة وغير المأهولة.
– ميناء الفضاء الأوروبي في غويانا الفرنسية، الذي يُعد محور إطلاق المركبات الفضائية الأوروبية.
– ميناء الفضاء الألماني الذي ينمو تحت مظلة تحالف الموانئ الفضائية الألماني.

رأى طه أن هذه الموانئ رغم اختلاف أحجامها وتخصصاتها تشترك في تقديم بنية تحتية متقدمة تمكنها من إرسال مركبات إلى مدارات متنوعة حول الأرض، ومع ذلك، أشار إلى أن الموقع الاستراتيجي للسلطنة بالقرب من خط الاستواء وإطلالتها على المحيط الهندي يمنحها ميزة تنافسية فريدة تجعلها تتفوق كميناء فضائي عالمي واعد.

أقرا أيضا

مصممون وجامعو مجوهرات أمام إرتفاع أسعار الذهب: فوضى…فوضي خالصه