تقارير التسلح

مقارنة شاملة بين القدرات العسكرية للهند وباكستان 2025: الجيش والقوات الجوية والنووية

تُعتبر الهند وباكستان من أكبر القوى العسكرية في منطقة جنوب آسيا، حيث ترتبط الدولتان بتاريخ طويل من الصراعات السياسية والعسكرية، خصوصًا بسبب النزاع على منطقة كشمير. نتيجة لهذا التوتر المستمر، قام كل طرف بتعزيز قدراته العسكرية بشكل لافت خلال العقود الماضية.

القوات البرية

على مستوى القوات البرية، يمتلك الجيش الهندي قوة بشرية ضخمة تقدر بحوالي 1.45 مليون جندي نشط، بالإضافة إلى 1.15 مليون جندي احتياط، مما يجعله أحد أكبر الجيوش في العالم من حيث العدد. كما تمتلك الهند أكثر من 4700 دبابة قتال رئيسية من طرازات متنوعة أبرزها الدبابات الروسية تي-90 والدبابات المحلية أرجون.

ويضاف إلى ذلك أكثر من 8000 عربة مدرعة من أنواع مختلفة، وأكثر من 4000 قطعة مدفعية تتنوع بين مدافع ذاتية الحركة ومدافع مقطورة.

أما الجيش الباكستاني، فيضم حوالي 640 ألف جندي نشط و550 ألف جندي احتياط. وعلى مستوى العتاد، يمتلك الجيش الباكستاني نحو 2400 دبابة قتال رئيسية تعتمد على دبابات الخالد المطورة محليًا، بالإضافة إلى الدبابات تي-80 الأوكرانية ودبابات صينية.

كما يضم أكثر من 3000 عربة مدرعة وحوالي 2000 قطعة مدفعية.

تفوق الجيش الهندي في المجال البري

يمكن القول إن الجيش الهندي يتمتع بتفوق عددي ونوعي ملحوظ في المجال البري، غير أن الجيش الباكستاني يتميز بكفاءة عالية وخبرة طويلة في العمليات القتالية، خاصة في التعامل مع الحروب غير النظامية.

القوات الجوية

أما على صعيد القوات الجوية، فالقوات الجوية الهندية تمتلك ما يقارب 570 طائرة مقاتلة، من بينها مقاتلات رافال الفرنسية المتطورة، والسوخوي-30 الروسية، بالإضافة إلى المقاتلة الخفيفة تيجاس التي تم تطويرها محليًا.

كما أن الهند تملك طائرات نقل عسكرية قوية مثل C-17 وC-130J، مما يمنحها قدرة كبيرة على تنفيذ عمليات إسقاط جوية وتحريك القوات عبر مسافات طويلة.

في المقابل، تمتلك القوات الجوية الباكستانية حوالي 400 طائرة مقاتلة، أبرزها مقاتلات JF-17 Thunder التي تم تطويرها بالشراكة مع الصين، إضافة إلى مقاتلات F-16 الأمريكية وطائرات ميراج محدثة.

تفوق باكستان في المجال الجوي

ورغم الفارق العددي والنوعي لصالح الهند، فإن باكستان تعمل بجد على تحديث سلاحها الجوي بالتعاون مع الصين، خاصة في مجالات الطائرات بدون طيار والدفاعات الجوية الحديثة.

القوات البحرية وتفوق الهند

على المستوى البحري، تملك البحرية الهندية تفوقًا واضحًا، فهي تمتلك حاملتي طائرات هما “INS Vikramaditya” و”INS Vikrant”، وأكثر من 30 مدمرة وفرقاطة حديثة، بالإضافة إلى نحو 17 غواصة، بعضها يعمل بالطاقة النووية.

هذا التفوق يمنح الهند القدرة على التحكم بممرات بحرية استراتيجية مهمة في المحيط الهندي.

بالمقابل، تعتمد البحرية الباكستانية على أسلوب الدفاع الساحلي، إذ لا تملك حاملات طائرات، لكنها تملك نحو 10 سفن رئيسية و9 غواصات هجومية، وهي تعتمد على استخدام الصواريخ المضادة للسفن والزوارق السريعة لتعويض الفارق الكبير مع البحرية الهندية.

القدرات النووية

وفيما يتعلق بالقدرات النووية، فإن البلدين يمتلكان ترسانة نووية معتبرة. تملك الهند حوالي 170 رأسًا نوويًا، مع وسائل إطلاق متعددة تشمل صواريخ باليستية عابرة للقارات من طراز أجني-5، وغواصات قادرة على إطلاق صواريخ نووية، وقاذفات جوية استراتيجية.

وتلتزم الهند بسياسة “عدم الاستخدام الأول” للسلاح النووي، بمعنى أنها لا تستخدمه إلا ردًا على هجوم نووي. أما باكستان، فتملك حوالي 165 رأسًا نوويًا، مع مجموعة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، وتتبنى سياسة نووية تقوم على الغموض والمرونة، مع تطوير أسلحة نووية تكتيكية قد تُستخدم مبكرًا في حال نشوب صراع شامل.

الموازنة العسكرية

في ما يخص الميزانيات العسكرية، تبلغ ميزانية الدفاع السنوية للهند حوالي 83 مليار دولار، وهي خامس أكبر ميزانية دفاعية في العالم. وتعتمد الهند بشكل متزايد على تطوير الصناعات العسكرية المحلية ضمن مبادرة “صنع في الهند”.

أما باكستان، فتبلغ ميزانيتها العسكرية نحو 11 مليار دولار، وتعتمد بشكل كبير على التعاون مع الصين وبعض الدول الحليفة لتعزيز قدراتها العسكرية.

تفوق الجيش الهندي على الجيش الباكستاني

بشكل عام، يتفوق الجيش الهندي على الجيش الباكستاني من حيث الحجم والتنوع والتقنيات الحديثة، خصوصًا في مجالات القوات البرية والجوية والبحرية.

إلا أن باكستان تحافظ على قدرتها الردعية بفضل امتلاكها سلاحًا نوويًا قويًا، بالإضافة إلى تركيزها على تطوير قدرات الدفاع السريع والحرب غير التقليدية.

تبقى المنطقة معرضة لخطر التصعيد في حال اندلاع أي نزاع مسلح بين البلدين.

أي مواجهة كبرى قد تتحول إلى صراع نووي مدمر يشمل المنطقة برمتها.

نهي حمودة

نهى حمودة هي صحفية ومحررة أولى بقطاع الأخبار في الهيئة العربية للإعلام، تمتلك خبرة واسعة في العمل الصحفي والإعلامي. عملت في العديد من المواقع الإلكترونية، حيث قدمت تغطيات إخبارية وتحليلات متميزة، مما عزز مكانتها في المجال الإعلامي. تتميز بمهاراتها التحريرية وقدرتها على تقديم محتوى دقيق ومهني يعكس التطورات المحلية والدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى