الوكالات

إسرائيل تلوّح بوقف هجومها على غزة مقابل “صفقة حقيقية”

نشرت وسائل إعلام تصريحات منسوبة إلى مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، جاء فيها أن “إسرائيل مستعدة لوقف هجومها على مدينة غزة مقابل صفقة حقيقية تطلق سراح الرهائن وتنهي الحرب”، مع تأكيد على أن “لا يوجد حالياً أي عرض من هذا القبيل”. وفي المقابل، أعلنت حركة حماس في بيان مساء السبت أنها “منفتحة على أي مقترحات من شأنها تحقيق وقف دائم لإطلاق النار” في قطاع غزة.

أولاً: التحقق من المصادر ومصداقيتها

الخبر منسوب إلى “مصدر مقرب من نتنياهو”، دون الكشف عن اسمه أو موقعه الرسمي، وهي صيغة شائعة في التسريبات السياسية، خصوصًا عندما ترغب الحكومة في إرسال رسائل سياسية دون التزامات رسمية. عدم ذكر الاسم يثير تساؤلات حول مدى دقة وتمثيل هذا التصريح للموقف الرسمي لحكومة نتنياهو، خاصة في ظل التباين داخل الحكومة الإسرائيلية بين المواقف السياسية والعسكرية، وكذلك الخلافات مع الأطراف اليمينية المتشددة في الائتلاف الحاكم.

من جهة أخرى، إعلان حماس عن “الانفتاح” على مقترحات وقف إطلاق النار جاء في بيان رسمي صادر عن الحركة، مما يمنحه مصداقية أعلى، لا سيما في ظل تعبير الحركة عن هذا الموقف في عدة مناسبات سابقة عبر الناطقين الرسميين.

ثانياً: السياق السياسي والإنساني

التصريح الإسرائيلي يأتي في وقت تشهد فيه مدينة غزة تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق، مع استمرار القصف الجوي والبري، وسقوط أعداد كبيرة من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين. هذا التصعيد قوبل بإدانات دولية متزايدة، وسط تقارير عن تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، ما قد يشير إلى أن التصريحات الأخيرة تحمل بُعدًا دعائيًا أو تفاوضيًا أكثر من كونها تغيرًا جوهريًا في الاستراتيجية.

كما أن شرط “صفقة حقيقية” الذي وضعته إسرائيل يتطلب تفسيرًا، خاصة مع غياب تعريف واضح لهذا المصطلح. هل يقصد به فقط إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين؟ أم يشمل أيضًا نزع سلاح حماس أو ترتيبات أمنية معينة؟ هذه الغموض في التعبير يفتح المجال لتأويلات متعددة.

ثالثاً: التحركات الدبلوماسية وتأثيرها

التصريحات تتزامن مع تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية مكثفة، تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة، بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة شامل. هذه الجهود تعثرت مرارًا بسبب تباين مطالب الأطراف، خاصة فيما يتعلق بترتيبات ما بعد الحرب في غزة، ومصير الرهائن، وشروط إعادة الإعمار.

اللغة المستخدمة في الخبر

الخبر يتبنى لغة محايدة نسبيًا، لكنه يستخدم مصطلحات قد تحمل طابعًا سياسيًا مثل “صفقة حقيقية”، وهو تعبير مبهم يمكن توظيفه سياسيًا للتملص من الضغوط الدولية، أو لتبرير استمرار العمليات العسكرية. كما أن الإشارة إلى “لا يوجد عرض من هذا القبيل” يعكس محاولة لربط وقف إطلاق النار بشروط مسبقة، دون الانخراط في مفاوضات فعلية.

الخلاصة

الخبر يعكس استمرار التباعد بين الموقفين الإسرائيلي والفلسطيني رغم الإشارات إلى “الانفتاح” على تسوية، ويكشف استخدام التصريحات الإعلامية كأداة ضغط سياسي. غياب المصدر الرسمي الإسرائيلي، وغموض الشروط المطروحة، والتوقيت المتزامن مع التحركات الدولية، كلها عوامل تستدعي التعامل مع الخبر بحذر وتحليل أعمق للسياق العام.

اقرا أيضاً:

ترامب يحذر من “معاناة كبيرة” إذا خسرت أمريكا قضية الرسوم الجمركية

يارا حمادة

يارا حمادة صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى