الصين تجذب أكثر من 42 ألف شركة أجنبية في 2025 وسط ارتفاع حاد في الاستثمارات عالية التقنية

كشفت وزارة التجارة الصينية عن نمو ملحوظ في عدد الشركات ذات الاستثمار الأجنبي التي تم إنشاؤها في البر الرئيسي الصيني خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2025. وبلغ عدد هذه الشركات 42.435 ألف شركة، ما يمثل زيادة بنسبة 14.8% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
هذا النمو يعكس ثقة متزايدة من قبل المستثمرين الأجانب في السوق الصيني، رغم التحديات الاقتصادية العالمية وتقلبات الأسواق.
زيادة تدفق الاستثمارات إلى قطاعي التصنيع والخدمات
أوضحت بيانات وزارة التجارة أن قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر قيد الاستخدام الفعلي بلغت في الفترة من يناير إلى أغسطس 2025 نحو 129.03 مليار يوان (ما يعادل نحو 17.7 مليار دولار أمريكي) في قطاع التصنيع، و366.19 مليار يوان (نحو 50.2 مليار دولار) في قطاع الخدمات.
ويؤكد هذا الاتجاه تفضيل المستثمرين الأجانب للقطاعات التي تتمتع ببنية تحتية قوية، وسوق محلي واسع، وبيئة تنظيمية تشهد تطورًا تدريجيًا نحو مزيد من الانفتاح.
نمو قوي في الاستثمارات عالية التقنية
في القطاعات عالية التقنية، بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة قيد الاستخدام الفعلي 148.28 مليار يوان، مما يدل على اهتمام متزايد من قبل الشركات الأجنبية بالتكنولوجيا المتقدمة والابتكار في الصين.
وشهدت بعض القطاعات التقنية معدلات نمو لافتة، ما يعكس التحول المستمر في طبيعة الاقتصاد الصيني نحو اقتصاد المعرفة.
التجارة الإلكترونية والبحث العلمي تجذبان الاستثمارات
أظهرت البيانات الرسمية أن الاستثمارات الأجنبية في خدمات التجارة الإلكترونية ارتفعت بنسبة 58.9%، وهي أعلى نسبة نمو ضمن القطاعات التقنية، تليها الصناعات التحويلية عالية التقنية التي سجلت نموًا بنسبة 37.2%.
كما سجلت الاستثمارات في خدمات البحث والتطوير نموًا بنسبة 24.5%، في حين نمت الخدمات التقنية بنسبة 1.8%، مما يعكس اتجاها متصاعدًا للاستثمار في مجالات البحث العلمي والتطوير التقني، التي باتت تشكل عنصرًا محوريًا في الاستراتيجية الاقتصادية للصين.
مؤشرات على تحسن مناخ الأعمال
تشير هذه الأرقام إلى تحسن مناخ الأعمال في الصين، لا سيما في القطاعات ذات القيمة المضافة العالية. كما توضح رغبة الصين في جذب استثمارات أجنبية نوعية تدعم خططها في التحول الاقتصادي نحو الابتكار والتكنولوجيا.
ورغم التحديات الجيوسياسية والضغوط الاقتصادية العالمية، تبقى الصين وجهة جاذبة لرؤوس الأموال الأجنبية، خاصة في ظل السياسات الحكومية الداعمة والانفتاح المتزايد على الأسواق العالمية.