اوكرانيا تترك وحدها في مواجهة روسيا بعد انسحاب ترامب المفاجئ من قمه السبع
"انسحاب ترامب يترك أوكرانيا في مأزق والاتحاد الأوروبي يواصل الضغط على روسيا"

في لحظة كانت أوكرانيا تعوّل عليها كثيرًا لحشد الدعم الغربي، فاجأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجميع بانسحابه المبكر من قمة مجموعة السبع في كندا، متذرعًا بالحاجة إلى التركيز على تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران. هذا القرار وجه صفعة دبلوماسية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قطع أكثر من 5 آلاف ميل لحضور القمة على أمل لقاء ترامب والتوصل إلى موقف أمريكي أكثر حسمًا تجاه روسيا. لكن مغادرة ترامب، ورفضه تأييد بيان مشترك بشأن أوكرانيا، ترك كييف في حالة من الإحباط والقلق، ليس فقط بسبب غياب الدعم الأمريكي، بل أيضًا لأن الهجوم الروسي المتصاعد يتزامن مع هذا التراخي الغربي الواضح.
انسحاب مفاجئ ولقاء منتظر لم يحدث
كان من المفترض أن يعقد زيلينسكي لقاءً ثنائيًا مع ترامب على هامش قمة السبع، لكن الرئيس الأمريكي غادر القمة بشكل مفاجئ في الليلة التي سبقت الموعد المقرر، ما ألغى الاجتماع المرتقب. ترامب برّر قراره بالحاجة إلى التركيز على تصاعد الأزمة بين إسرائيل وإيران، دون أن يخصص وقتًا للملف الأوكراني أو جهود وقف إطلاق النار مع روسيا.
فيتو أمريكي ضد بيان مشترك يدين روسيا
في ضربة دبلوماسية أخرى لأوكرانيا، استخدمت واشنطن حق الفيتو ضد إصدار بيان ختامي موحّد من قادة مجموعة السبع حول الحرب، بحجة أن اللغة المستخدمة كانت “عدائية جدًا” تجاه موسكو، وقد تعرقل الجهود التفاوضية مع فلاديمير بوتين. وبدلًا من البيان الجماعي، قررت كندا إصدار “بيان الرئيس” بصفة فردية يتضمن إشارات أقل حدة تجاه روسيا.
تساؤلات حول جدوى المشاركة في قمة الناتو المقبلة
الغياب المفاجئ لترامب أثار شكوكًا بين المسؤولين الأوكرانيين بشأن جدوى حضور زيلينسكي لقمة الناتو المرتقبة في لاهاي، في ظل غياب ضمانات بحضور الرئيس الأمريكي. أحد المسؤولين الأوكرانيين وصف الوضع قائلًا: “أوكرانيا تدفع دومًا ثمن أحداث العالم وتركيز ترامب القصير”.
صفقة أسلحة ضخمة في مهب الريح
كان من المقرر أن تستغل كييف القمة لبحث صفقة محتملة بقيمة تتراوح بين 30 و50 مليار دولار لشراء أنظمة دفاع جوي وأسلحة من الولايات المتحدة، في محاولة لتجاوز انتقادات ترامب بأن أوكرانيا “عبء مالي” على الميزانية الأمريكية. لكن غياب ترامب عن المناقشات نسف هذا التوجه.
ترامب يحجم عن فرض عقوبات إضافية على روسيا
على هامش القمة، عبّر ترامب عن تردده في فرض عقوبات جديدة على روسيا، معتبرًا أن الكلفة تقع في الغالب على عاتق الاقتصاد الأمريكي. ودعا الأوروبيين إلى اتخاذ الخطوة أولًا، مؤكدًا أن العقوبات “تكلّفنا مليارات الدولارات”.
زخم أوروبي نحو تشديد العقوبات
رغم التردد الأمريكي، تحركت بريطانيا وأوروبا في اتجاه تشديد الضغط على موسكو. رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أعلن فرض عقوبات جديدة على 20 ناقلة نفط روسية، في حين دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إلى تخفيض سقف سعر النفط الروسي من 60 إلى 45 دولارًا للبرميل، رغم أن الأزمة الإيرانية أدت مؤقتًا إلى تقليص الحماس لهذا التوجه.
أوكرانيا تبحث عن وسطاء بديلين لتركيا
قبل وصوله إلى كندا، زار زيلينسكي النمسا في محاولة لتجنيدها كوسيط محتمل في أي مفاوضات مقبلة مع موسكو، خاصة أن فيينا تحتفظ بعلاقات قوية مع روسيا، وتُعد في نظر بعض المسؤولين الأوكرانيين أكثر موثوقية من تركيا التي تستفيد اقتصاديًا من الحرب.
الاتحاد الأوروبي يواصل الضغط: عقوبات على “أسطول الظل”
المسؤولة الأوروبية للشؤون الخارجية كايا كالاس أكدت أن روسيا ما زالت تستهدف المدنيين وتطيل أمد الحرب، ما يوجب الاستمرار في العقوبات. وأشارت إلى أن العقوبات الأخيرة خفّضت صادرات النفط الروسي عبر البحر الأسود وبحر البلطيق بنسبة 30%، وأن صندوق الثروة السيادي الروسي خسر 6 مليارات دولار في مايو فقط، ما قد يؤدي إلى استنزاف موارده بالكامل خلال عام.