عربي وعالمي

ضربة غير مسبوقة: إسرائيل تشلّ قدرات إيران النووية والعسكرية في هجوم خاطف

تفاصيل الضربة الإسرائيلية التي حيّدت قدرات إيران النووية والعسكرية

في واحدة من أكثر العمليات الإسرائيلية جرأة وتعقيدًا، نفّذت تل أبيب هجومًا مباغتًا على أهداف حساسة داخل إيران، استهدف منشآت نووية وعسكرية وقتل عددًا من كبار الجنرالات والعلماء. العملية، التي استغرقت سنوات من التحضير، اعتمدت على مزيج من العملاء السريين، وطائرات مسيّرة مهربة، وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، لتوجيه ضربات دقيقة ومفاجئة شلّت رد الفعل الإيراني لساعات طويلة.

سنوات من التخطيط السرّي: هكذا مهّد الموساد للهجوم

بحسب مصادر أمنية وعسكرية إسرائيلية تحدثت لوكالة أسوشيتد برس، فإن الهجوم الذي وقع منتصف يونيو لم يكن مفاجئًا لأجهزة الأمن الإسرائيلية، بل كان “تتويجًا لعمل سري بدأ منذ أكثر من ثلاث سنوات”، على حد تعبير مسؤول استخباراتي سابق. الموساد، بالتنسيق مع الجيش، خطّط بهدوء لزرع أسلحة دقيقة داخل إيران، بما فيها طائرات بدون طيار صغيرة تم تهريبها في سيارات مدنية إلى مواقع قريبة من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية.

 

الضربة الأولى: تعطيل الدفاعات الجوية والصاروخية

انطلقت العملية في الليل، حيث أغارت طائرات مقاتلة إسرائيلية على أهداف داخل العمق الإيراني، بالتزامن مع إطلاق طائرات مسيّرة مموّهة من مواقع قريبة. الضربة الأولى كانت موجهة لتعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية وبطاريات الصواريخ، ما وفّر للطيران الإسرائيلي حرية أكبر لمهاجمة المنشآت النووية وقواعد الحرس الثوري. ووفقًا لمصادر أمنية، استُخدمت المسيّرات لشنّ ضربات من مسافة قريبة لتقليل وقت الإنذار لدى الدفاعات الإيرانية.

المفاجأة الاستراتيجية: إيران لم تتوقع الهجوم

عنصر المفاجأة كان حاسمًا في نجاح العملية. المسؤولون الإيرانيون لم يتوقعوا ضربة إسرائيلية في وقت كانت فيه المحادثات النووية مع الولايات المتحدة تُستأنف في سلطنة عمان. ووفقًا للمصادر، تم اتخاذ القرار النهائي بالهجوم من قِبل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل يومين فقط، بعد إبلاغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل غير معلن.

الذكاء الاصطناعي يحدد الأهداف بدقة

أحد مفاتيح نجاح العملية كان استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كم هائل من البيانات الاستخباراتية. استخدم الجيش الإسرائيلي برامج ذكاء اصطناعي متطورة لتصنيف الأهداف الإيرانية إلى مجموعات: عسكرية، نووية، لوجستية ومدنية. ثم تم اختيار الأهداف الأكثر تهديدًا بناءً على علاقاتها بالحرس الثوري ومشاريع تطوير الصواريخ الباليستية.

اغتيال كبار القادة والعلماء

استهدفت الضربات شخصيات بارزة في النظام الإيراني، على رأسهم اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، واللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان. كما قُتل ثمانية من قادة وحدات الصواريخ في الحرس الثوري في ضربة استهدفت ملجأً تحت الأرض. ووفقًا لمصادر استخباراتية، ساهم عملاء للموساد في تحديد مواقع هؤلاء المسؤولين ورصد تحركاتهم قبل الهجوم.

هجوم على وسائل النقل العسكري الإيراني

إضافة إلى الضربات الجوية، استهدفت إسرائيل شاحنات ومنصات متنقلة تستخدم في نقل وإطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة. وأشارت تقارير رسمية إيرانية إلى اكتشاف عدد من المركبات التي كانت تنقل طائرات بدون طيار صغيرة، في ما وصفه مسؤولون إيرانيون بـ”محاولة لإشغال منظومات الدفاع عبر موجات متتالية من المسيّرات”.

تاريخ من التمهيد: العمليات السابقة كجزء من الخطة

العملية الأخيرة لم تكن معزولة عن سلسلة طويلة من العمليات السرّية ضد إيران. من بينها عملية “ستاكسنت” التي عطّلت أجهزة الطرد المركزي في العقد الماضي، وسرقة أرشيف نووي إيراني كامل عام 2018، واغتيال القيادي في حماس إسماعيل هنية داخل طهران عام 2024. هذه التحركات شكّلت الأساس لبناء شبكة قوية داخل إيران مكّنت إسرائيل من تنفيذ هجومها الأخير بهذا المستوى من الدقة والتنسيق.

واقع جديد في الصراع الإيراني الإسرائيلي

بحسب الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي، فإن ما حدث ليس مجرد ضربة تكتيكية، بل هو إعلان عن “مرحلة جديدة” في الصراع، عنوانها القدرة على تنفيذ عمليات دقيقة داخل العمق الإيراني دون الحاجة إلى حروب شاملة. وبينما تلتزم طهران حذرها وتدرس ردها، يبدو أن إسرائيل وضعت حجر الأساس لمرحلة من الردع العالي والدخول في عصر “الاغتيال المدعوم بالذكاء الاصطناعي”.

خلود عاشور

خلود عاشور صحفية متخصصة تحمل شهادة في اللغة العربية من كلية دار العلوم، وتتمتع بخبرة راسخة في الصحافة الإلكترونية. على مدار مسيرتها المهنية، تعاونت مع عدد من أبرز المنصات الإخبارية المتخصصة، وكرّست جهدها لتغطية ملفات التعليم بكل أبعادها. تُعرف بأسلوبها التحليلي الدقيق وقدرتها الاستثنائية على تبسيط القضايا التعليمية المعقدة، ما رسّخ مكانتها كمصدر موثوق ومؤثر لدى جمهور واسع من القراء والمهتمين بالشأن التعليمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى