بـ24 غارة.. إسرائيل تقصف صنعاء رداً على هجوم إيلات

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، فجر الخميس، سلسلة غارات عنيفة نفذها سلاح الجو الإسرائيلي، استهدفت مواقع عسكرية تابعة لجماعة الحوثي. هذا التطور جاء بعد أقل من 24 ساعة على هجوم بطائرة مسيرة أُطلقت من اليمن وانفجرت قرب مركز تجاري في مدينة إيلات الإسرائيلية، ما أسفر عن إصابة أكثر من 20 شخصًا. الغارات الإسرائيلية، التي وُصفت بأنها الأعنف منذ بداية التصعيد الأخير، عكست حجم التوتر المتصاعد بين الطرفين، حيث تحاول تل أبيب الرد بقوة على التهديدات القادمة من اليمن، في حين يؤكد الحوثيون أنهم ماضون في استهداف العمق الإسرائيلي.
تفاصيل الضربات الإسرائيلية
ذكرت وسائل إعلام يمنية أن سكان صنعاء سمعوا دوي انفجارات هائلة هزت أحياء العاصمة. وأكدت تقارير إسرائيلية أن الهجوم شمل 24 غارة مركزة استهدفت قادة عسكريين ومقرات قيادية ومخازن أسلحة في مناطق متفرقة، أبرزها ساحة السبعين وحي باب اليمن. الغارات، التي وُصفت بالمنسقة، أصابت مواقع يُعتقد أنها مراكز لقيادة العمليات الحوثية ومخازن للطائرات المسيرة. وشهدت صنعاء حالة استنفار واسع، في وقت لم تُعلن فيه حصيلة رسمية لعدد الضحايا، لكن مصادر محلية تحدثت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين.
تصريحات كاتس وتسمية العملية
عقب تنفيذ الغارات، خرج وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، ليعلن أن العملية العسكرية حملت اسم “حزمة العبور”، مؤكدًا أنها وجهت ضربة قوية للحوثيين. وقال كاتس إن الجيش استهدف معسكرات ومقار لهيئة الأركان الحوثية، إضافة إلى مخازن أسلحة وطائرات مسيرة، مشيرًا إلى مقتل العشرات من عناصر الجماعة. وأضاف أن إسرائيل ستواصل سياسة الردع بقوة مضاعفة، قائلًا: “كما وعدت أمس، من يسيء إلينا سيلقى ردًا أعنف بسبعة أضعاف”. تصريحاته عكست تصميم الحكومة الإسرائيلية على مواجهة الهجمات الحوثية بشكل مباشر وعلني.
تزامن مع خطاب الحوثيين
تزامنت الغارات مع خطاب لزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، دون أن يتضح ما إذا كان مسجلًا أو مباشرًا. الخطاب جاء بعد سلسلة عمليات نفذتها الجماعة ضد أهداف إسرائيلية، كان أبرزها الهجوم الأخير على مدينة إيلات. هذا الهجوم أدى إلى إصابة أكثر من 20 إسرائيليًا بجروح متفاوتة، بعضها خطير. وتُعد الطائرة المسيرة التي ضربت إيلات الثالثة خلال أسبوعين فقط، بعد هجوم على مطار رامون القريب وإصابة عاملين، وآخر استهدف مدخل فندق دون وقوع إصابات. استمرار هذه العمليات يضع إسرائيل أمام تحدٍ أمني جديد قادم من الساحة اليمنية.
تصعيد مفتوح على المجهول
تُظهر الأحداث الأخيرة أن مسار التصعيد بين إسرائيل والحوثيين مرشح لمزيد من الانفجار، خصوصًا مع تبادل الضربات وتوعد الطرفين بالرد. فبينما تسعى إسرائيل إلى تعزيز ردعها عبر عمليات عسكرية مركزة، يواصل الحوثيون إثبات قدرتهم على الوصول إلى العمق الإسرائيلي رغم البعد الجغرافي. هذا التصعيد يثير تساؤلات حول مستقبل الأمن الإقليمي، واحتمال اتساع رقعة المواجهة لتشمل أطرافًا أخرى، في ظل ترقب دولي حذر لما ستؤول إليه المواجهة بين تل أبيب وصنعاء في الأسابيع المقبلة.