عربي وعالمي

أوكرانيا تُطلق وحدات دفاع جوي مدنية لمواجهة الطائرات المسيّرة الروسية.

مبادرة غير تقليدية تدمج الطيارين المدنيين في مهام قتالية ضد "شاهد" الإيرانية.

في خطوة جريئة وغير تقليدية، قررت أوكرانيا إشراك الطيارين المدنيين في جهود الدفاع الجوي ضد الهجمات الروسية بالطائرات المسيّرة، خاصة تلك من طراز “شاهد” الإيرانية الصنع. تأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية وطنية لتعويض النقص في منظومات الدفاع التقليدية وتعزيز الردع السريع في المناطق المهددة.

 

تشكيلات تطوعية في السماء: من المجتمع إلى الجبهة

أعلنت الحكومة الأوكرانية عن بدء تشكيل وحدات دفاع جوي تطوعية ضمن برنامج “الدفاع الإقليمي”، حيث سيتم ضم طيارين مؤهلين، إضافة إلى استخدام الطائرات الخفيفة والمروحيات المدنية. الهدف هو تعزيز قدرة المراقبة والاعتراض، خصوصاً في المناطق الشمالية والجنوبية التي تتعرض لهجمات مكثفة.

 

شروط صارمة للانضمام والتأهيل القتالي

أوضح “سيرهي ياكوبينكو”، نائب رئيس هيئة الطيران الحكومي، أن الانضمام للوحدات يتطلب تأهيلاً بدنياً ومهنياً عالياً، إلى جانب اجتياز تدريبات تستند إلى معايير القوات الجوية الرسمية. ويُشترط أيضاً الحصول على تفويض قتالي قبل الانخراط في أي عملية.

 

حوافز مالية للمتطوعين: مكافآت لقاء المخاطرة

ضمن سعي الدولة لتحفيز المتطوعين، سيُمنح المشاركون في المهام القتالية مكافآت شهرية تصل إلى 100 ألف هريفنيا (نحو 2400 دولار أميركي)، تُحسب بناءً على عدد الطلعات والمناوبات الجوية.

 

تنسيق مشدد لتجنّب النيران الصديقة

شددت القيادة الجوية على أن كل مهمة ستخضع لإشراف وتنسيق مباشر مع القوات الجوية الرسمية، لتفادي أي حوادث نيران صديقة أو اختراق للمجال الجوي. ولن يُسمح بأي طلعات مستقلة أو عشوائية.

 

طلعات ليلية واعتراض حقيقي للطائرات الانتحارية

رُصدت خلال الأسابيع الماضية طائرات خفيفة من طراز Yak-52 في سماء كييف، ضمن مهام استطلاع واعتراض للمسيّرات. تقارير محلية وشهود عيان أكدوا تحليقها الليلي ضمن جهود متقدمة للدفاع الجوي، ما يدل على التطبيق العملي للفكرة على الأرض.

 

دمج الطاقات المدنية: عقيدة عسكرية جديدة

ترى كييف أن هذه الخطوة تمثل تطوراً استراتيجياً في طبيعة الحرب، حيث يتحول المواطنون من متفرجين إلى عناصر فعّالة في الدفاع الوطني. وهي جزء من تحوّل أوسع في الحرب الحديثة، حيث المرونة والابتكار تعوّضان نقص الموارد التقليدية.

 

أقرأ أيضاً:

 

تصعيد الشرق الأوسط يشعل الأسواق: النفط والذهب يرتفعان والبورصات تتراجع عالمياً.

 

سولين غزيم

سولين غزيم صحفية سورية ، تتميز بقلمها الجريء واهتمامها العميق بالقضايا الإنسانية والاجتماعية. تعمل على تسليط الضوء على هموم الناس بصوت صادق، وتنقل الحقيقة من قلب الحدث بموضوعية وشغف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى