الدكتور مصطفى زمزم يعلن خطة 30 مركزاً لتمكين وتسويق منتجات السيدات القروية قبل 2030″
تمكين الريفيات: تسويق، تعليم، تنمية شاملة"

في خطوة استراتيجية تعكس التوجّه القومي نحو تمكين المرأة وتحقيق التنمية المستدامة، أعلن الدكتور مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “صناع الخير”، عن إطلاق مبادرة وطنية ضخمة تهدف إلى إنشاء 30 مركزًا متكاملًا داخل القرى المصرية، بهدف تأهيل السيدات وتمكينهن اقتصاديًا واجتماعيًا قبل حلول عام 2030.
وتستهدف هذه المراكز التدريب على الحرف اليدوية، والتعليم التسويقي، وتوفير فرص إنتاج وتسويق حقيقي عبر قنوات إلكترونية ومحلية. ويأتي هذا المشروع في إطار دعم الدولة لجهود التمكين، وخلق فرص دخل مستدامة للمرأة القروية، ما ينعكس بشكل مباشر على تحسين مستوى معيشة الأسر في الريف المصري، وتقليل معدلات البطالة، وتحفيز الاقتصاد المحلي. وتُعد هذه المبادرة نقلة نوعية في سياسات التنمية القاعدية، وتفتح آفاقًا جديدة لتوظيف الطاقات النسائية بشكل فعّال ومنتج في السوق المحلي والدولي.
خلفية المبادرة ورؤيتها (تمكين اجتماعي)
كشَف الدكتور مصطفى زمزم، رئيس مجلس أمناء مؤسسة “صناع الخير”، عن إطلاق مبادرة قومية لافتتاح 30 مركزاً متكاملاً لإعادة تأهيل وتمكين السيدات في القرى المصرية، وذلك قبل نهاية عام 2030. تهدف الخطة إلى الوصول إلى 12,000 مستفيدة، حيث يركز كل مركز على التدريب المهني، والتوجيه الاجتماعي، والرعاية النفسية. وقال زمزم:نؤمن أن المرأة الريفية صانعة تغيير اجتماعي، وأول خطوة هي تأهيلها وتمكينها لتكون عنصر فاعل داخل أسرتها ومجتمعها.تقوم هذه المبادرة على تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال تقوية الدور الريادي للسيدة في القرية، وتوفير بيئة مجتمعية داعمة تتجاوز الاعتماد على المساعدات وتحولها إلى مشاركة منتجة.
آلية التأهيل الفني وتعليم التسويق (تمكين اقتصادي)
طبقاً لبيانات المشروع، يُخضع كل مركز ما لا يقل عن 30 سيدة لدورات متخصصة تشمل الخياطة والفخار وصناعة الحلويات، مصحوبة بتدريبات أسبوعية على التسويق (30 ساعة تدريب مباشر + 20 ساعة إلكتروني). وقد صرح زمزم:نعلّم السيدة كيف تتحول من منتجة بسيطة إلى رائدة تسويقية، عبر ورش متخصصة في التغليف، العرض الرقمي، وتصوير المنتج.”مع نظام تقييم دوري، تم تدريب أكثر من 3,600 سيدة خلال السنة الأولى، بنسبة نجاح تخطت 85 % في إنتاج منتجات جاهزة للسوق، وتحقيق دخل شهري يتراوح بين 2,500 و3,000 ج.م لكل سيدة.
الأثر الاقتصادي وخلق فرص دخل
يوفر المشروع تمكيناً اقتصادياً ملموساً، عبر رفع متوسط دخل السيدة القروية من صفر إلى نحو 3,000 ج.م شهرياً، أي ما يعادل 36,000 ج.م سنوياً. ومع 12,000 مستفيدة، يحقق المشروع هدراً في الناتج المحلي يقدر بـ432 مليون ج.م سنوياً.قال د مصطفى زمزم نعمل على تحويل المرأة إلى محرك اقتصادي في قريتها ومصدر دخل ثابت بدلاً من أن تكون عبئاً أو متلقية مساعدات.”كما تم توقيع اتفاقيات مع 10 تجار محليين وموزعين رقميين لتسويق منتجاتهن، مما أسهم في بيع 50,000 منتج خلال العام الأول، بقيمة إجمالية تجاوزت 60 مليون ج.م.
التسويق وتنويع القنوات (تعليم التسويق)
ركز المشروع على توفير خبرات تسويقية متقدمة للسيدات، عبر عقود مع 5 شركات تسويق رقمي، واستقطاب 200 خبير تسويق لتدريبهن، وتشغيل منصات إلكترونية باسم “حرفية القرية” و”سوق صناع الخير”.صرح الدكتور مصطفى زمزم لموقع العالم في دقائق “فرّغنا للتمكين الرقمي للمراة، من بيع محلي ووصول إلكتروني، بحيث يبقى المنتج القروي قريب من المستهلك عبر التسويق الحديث.”نتج عنه زيادة بنسبة 70 % في عدد عمليات الشراء عبر الإنترنت، وتحقيق متوسط قيمة بيع إلكتروني قدرها 350 ج.م، مع نمو في عدد الزبائن من خارج المحافظة بنسبة 40 %.
الشراكات والتمويل الاستراتيجي
تمويل المركز الواحد من الشركاء (وزارة التضامن، البنك الزراعي المصري، جمعية صناع الخير) يقدر بـ3 ملايين ج.م. وأكد زمزم:دعم الدولة والمجتمع أشبه بسلسلة متكاملة: حوافز، قروض ميسرة بفائدة 5%، وشراكة حقيقية لضمان استدامة اقتصادية للمشروع.”وبلغ إجمالي الدعم حتى الآن 90 مليون ج.م لتأسيس 30 مركزاً، مع قروض تجاوزت 60 مليون ج.م للمستفيدات، وتوفير منح بمجموع 12 مليون ج.م لتحسين جودة المنتجات وتوسيع خدمات التسويق.
رؤية مستقبلية وتوسّع مستقبلي
يتطلع الدكتور مصطفى زمزم لمضاعفة عدد المراكز إلى 60 قبل عام 2035، مع إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي والتجارة الإلكترونية، والتوسع نحو التصدير للدول العربية. قال زمزم:رؤيتنا أن تكون كل قرية مصنعاً صغيراً تديره سيدة، جعلنا التمكين هدفًا ومستقبلاً نسعى لتحقيقه عبر شغف الجمع بين تقليديّ وحديث.”كما أشار إلى رصد 20 مليون ج.م إضافية لتطوير المنصة الرقمية، والتعاقد مع 3 جهات تصديرية لنقل المنتجات للأسواق الخليجية والأوروبية عام 2026.حين تُصبح القرية مصنعًا.. والمرأة هي المدير والرؤية هي الدولةليست المراكز مجرد مبانٍ أو جدران، بل هي حلم يتحقق في صورة إنتاج حقيقي، وسيدة تمسك بزمام حياتها لأول مرة. في رؤية الدكتور مصطفى زمزم، تتحول القرية المصرية إلى مصنع مصغّر، تُديره سيدة مدرّبة، واعية، ومتمكنة، تنسج قصة نجاحها بيديها. ما كان يُعتبر بالأمس عبئًا اجتماعياً أو شريحة مهمّشة، أصبح اليوم وقودًا للاقتصاد المحلي وسلاحًا ضد الفقر والتهميش. فتمكين المرأة لم يعد شعاراً، بل مشروع وطني تقوده إرادة سياسية ومجتمعية، ويترجم إلى منتجات تُباع، وأسر تستقر، وأطفال يتعلمون من أم قوية ومؤثرة. الرهان الآن ليس فقط على نجاح التجربة، بل على تكرارها، وتوسيعها، وترسيخها كخريطة طريق للتنمية القاعدية في كل قرية مصرية. تلك ليست نهاية مبادرة، بل بداية مشوار… حيث لا صوت يعلو فوق صوت المرأة المنتجة، ولا تنمية بلا وجودها في الصفوف الأمامية.”إذا أردنا قرية قوية، فعلينا أن نبدأ بسيدة قوية تعرف كيف تنتج وتُسوق وتُربي هي مفتاح التغيير كله”