أخبار مصر

الممارسات الإسرائيلية تجاوزت الخطوط الحمراء… كلمه تاريخيه للرئيس السيسي في القمه العربيه الاسلاميه الطارئة

 

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، في أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر الشقيقة.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير محمد الشناوي، أن القمة ركزت على إدانة العدوان الإسرائيلي الأخير، والتأكيد على وحدة الموقف العربي والإسلامي الرافض لأي انتهاكات تستهدف سيادة وأمن الدول العربية، مشددًا على أهمية تضافر الجهود لمنع المنطقة من الانزلاق نحو المزيد من الصراعات والعنف.

وأشار الشناوي إلى أن الرئيس السيسي ألقى كلمة تاريخية خلال القمة، عرض فيها رؤية مصر تجاه التطورات الراهنة، وموقفها الثابت في دعم وحدة الصف العربي والإسلامي، والتصدي لأي انتهاكات تمس سيادة الدول.

وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها السيد الرئيس:

الكلمة الكاملة للرئيس عبد الفتاح السيسي أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي صاحب السمو الشيخ/ تميم بن حمد آل ثاني.. أمير دولة قطر الشقيقة،

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو.. ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية الشقيقة،

معالي السيد/ أحمد أبو الغيط.. الأمين العام لجامعة الدول العربية،

معالي السيد/ حسين إبراهيم طه.. الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أود بداية أن أعبر عن خالص التقدير لأخي صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولدولة قطر الشقيقة على استضافة هذه القمة المهمة، التي تنعقد في توقيت بالغ الدقة، وفي ظل تحديات جسام تسعى إسرائيل لتحويل منطقتنا بسببها إلى ساحة مستباحة للاعتداءات، بما يهدد الاستقرار في المنطقة بأسرها، ويشكل إخلالاً خطيراً بالسلم والأمن الدوليين وبالقواعد المستقرة للنظام الدولي.

كما أود أن أنقل إلى قيادة قطر وشعبها الشقيق تضامن مصر الكامل، وتضافرها مع أشقائها، في مواجهة العدوان الإسرائيلي الآثم الذي شهدته الأجواء والأراضي القطرية، والذي يمثل انتهاكاً جسيماً لأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويعد سابقة خطيرة وتهديداً للأمن القومي العربي والإسلامي.

أيها الإخوة،

إن هذا العدوان يعكس بجلاء أن الممارسات الإسرائيلية تجاوزت أي منطق سياسي أو عسكري، وتخطت كافة الخطوط الحمراء. وإنني أدين بأشد وأقسى العبارات هذا العدوان على سيادة وأمن دولة عربية تضطلع بدور محوري في جهود الوساطة مع مصر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء الحرب والمعاناة غير المسبوقة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.

كما أحذر من أن السلوك الإسرائيلي المنفلت والمزعزع للاستقرار الإقليمي من شأنه أن يوسع رقعة الصراع، ويدفع المنطقة نحو دوامة خطيرة من التصعيد، وهو ما لا يمكن القبول به أو السكوت عنه.

إن مصر تدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية، لضمان عدم تكرار هذه الاعتداءات وإنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة، بما يقتضيه ذلك من محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الصارخة، ووضع حد لحالة الإفلات من العقاب التي باتت سائدة أمام الممارسات الإسرائيلية.

الإخوة الكرام،

إن النهج العدواني الذي يتبناه الجانب الإسرائيلي يحمل في طياته نية واضحة لإفشال فرص التهدئة والتوصل إلى اتفاق يضمن الوقف الدائم لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، كما يعكس غياب أي إرادة سياسية حقيقية لدى إسرائيل للتحرك نحو إحلال السلام في المنطقة.

لقد بات الانفلات الإسرائيلي والغطرسة الآخذة في التضخم يتطلبان منا كقادة للعالمين العربي والإسلامي أن نعمل معاً نحو إرساء أسس ومبادئ تعبر عن رؤيتنا ومصالحنا المشتركة. ولعل اعتماد مجلس الجامعة العربية في دورته الوزارية الأخيرة قرار “الرؤية المشتركة للأمن والتعاون في المنطقة” يمثل نواة يمكن البناء عليها للوصول إلى إطار حاكم للأمن والتعاون الإقليميين.

إن على إسرائيل أن تدرك أن أمنها وسلامتها لن يتحققا بسياسات القوة والاعتداء، بل بالالتزام بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول العربية والإسلامية، وأن هذه المبادئ غير قابلة للمساومة.

ولشعب إسرائيل أقول: إن ما يجري حالياً يقوض مستقبل السلام ويهدد أمنكم وأمن شعوب المنطقة، ويجهض الاتفاقات القائمة ويغلق الباب أمام أي اتفاقيات جديدة. وحينها ستكون العواقب وخيمة، حيث ستعود المنطقة إلى أجواء الصراع، ويضيع ما تحقق من جهود تاريخية لبناء السلام. فلا تسمحوا أن تذهب تلك الجهود سدى ويكون الندم بلا جدوى.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن مصر ترفض بشكل قاطع استهداف المدنيين وسياسة العقاب الجماعي والتجويع التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وهو ما أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء على مدار العامين الماضيين.

كما نؤكد رفضنا لأي مقترحات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم، فهي أطروحات لا أساس لها قانونياً أو أخلاقياً، ولن تجلب إلا المزيد من الصراعات وعدم الاستقرار.

لقد آن الأوان للتعامل بجدية وحسم مع القضية الفلسطينية باعتبارها مفتاح الاستقرار في المنطقة. والحل العادل والشامل يقوم على إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي هذا السياق، نتطلع أن يمثل مؤتمر حل الدولتين، المزمع عقده في 22 سبتمبر الجاري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، محطة فارقة نحو حل عادل ومستدام، وندعو إلى الاعتراف الفوري بدولة فلسطين من جميع الدول التي لم تقدم على هذه الخطوة بعد.

الإخوة الأعزاء،

إننا أمام لحظة تاريخية فارقة تستلزم أن تكون وحدتنا نقطة ارتكاز أساسية لمواجهة التحديات، وضمان عدم الانزلاق إلى الفوضى والصراعات. ورسالتنا اليوم واضحة: لن نقبل بالاعتداء على سيادة دولنا، ولن نسمح بإفشال جهود السلام، وسنقف جميعاً صفاً واحداً دفاعاً عن حقوقنا وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.

وختاماً، فإن إنشاء آلية عربية – إسلامية للتنسيق والتعاون بات ضرورة تاريخية لتعزيز جبهتنا المشتركة والتصدي للتحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية. ومصر، كعهدها دائماً، تمد يدها لكل جهد صادق يحقق سلاماً عادلاً ويدعم أمن واستقرار منطقتنا والعالم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرا ايضا

القاهره والرياض ترسمان ملامح جديده لأمن الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى