إسرائيل وإيران على شفا مواجهة شاملة وسط تحذيرات من حرب طويلة
تصعيد عسكري متبادل وفشل دبلوماسي يهددان بإشعال المنطقة بأكملها

مع دخول الحرب بين إسرائيل وإيران أسبوعها الثاني، لا تظهر بوادر للتهدئة. فقد تواصل تبادل الضربات، وارتفعت التحذيرات من “أيام صعبة”، فيما أكدت القيادة العسكرية الإسرائيلية أن المواجهة مرشحة للاستمرار، خاصة في ظل فشل المساعي الدولية، وتهديدات طهران بالرد على أي تدخل أمريكي مباشر في القتال.
هجوم صاروخي إيراني يستهدف مدينة حيفا ويوقع إصابات جماعية
في تطور لافت، أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، ما تسبب بإطلاق صفارات الإنذار في عموم البلاد. وبينما اعترضت الدفاعات الجوية معظمها، سقط أحد الصواريخ في منطقة الموانئ بحيفا، ما أسفر عن إصابة 45 شخصًا، نُقل 19 منهم إلى المستشفى. كما سقط صاروخ آخر في بئر السبع دون وقوع إصابات.
رد إسرائيلي عنيف: غارات على جنوب إيران واستهداف مراكز حساسة
ردًا على الهجوم، شنت القوات الجوية الإسرائيلية غارات على مواقع جنوب إيران، شملت منصات صواريخ ومراكز قيادة عسكرية، أسفرت عن مقتل عدد من القادة الإيرانيين. كما استهدفت إسرائيل مركز أبحاث نوويًا في طهران ومقار للحرس الثوري، في محاولة لزعزعة استقرار النظام الإيراني بحسب تل أبيب.
رئيس الأركان الإسرائيلي: “العدو غير مسبوق.. ونستعد لحملة طويلة”
أكد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، الفريق إيال زمير، أن إسرائيل تواجه تهديدًا غير مسبوق، مشيرًا إلى أن الجيش يستعد لحرب طويلة وممتدة، وأن قدرة إسرائيل على المناورة تزداد بينما تتقلص قدرة العدو، في إشارة إلى إيران.
إيران تشترط وقف القصف لأي حوار وتؤكد الدفاع عن السيادة
خلال لقاء في جنيف جمعه بوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا، شدد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، على أن طهران ستدافع عن سيادتها بكل الوسائل، مشيرًا إلى أن لا حوار مع واشنطن ما دامت الهجمات الإسرائيلية مستمرة. ورغم المحاولات الأوروبية، لم يتحقق أي تقدم ملموس في مسار التهدئة.
ترامب يلوّح بالتدخل لكنه يرفض الضغط على إسرائيل
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الوقت غير مناسب لمطالبة إسرائيل بتقليص عملياتها، مؤكدًا أن بلاده منفتحة على التفاوض بشرط جدية إيران في التخلي عن برنامجها النووي. وأوضح البيت الأبيض أن القرار بشأن التدخل العسكري الأمريكي سيتخذ خلال أسبوعين، ما يمنح فرصة أخيرة للمساعي الدبلوماسية.
الأمم المتحدة تحذر: “اندلاع نار لا يمكن السيطرة عليها”
الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، طالب بوقف التصعيد وإعطاء فرصة للسلام، محذرًا من أن توسع رقعة الحرب قد يؤدي إلى كارثة إقليمية لا يمكن احتواؤها. وفي ظل تدهور الوضع الأمني، بدأت بريطانيا وسويسرا سحب دبلوماسييها من طهران، فيما تنظم دول أخرى عمليات إجلاء لرعاياها من إسرائيل.
حصيلة الضحايا تتصاعد.. وإيران تتهم إسرائيل باستهداف المستشفيات
ذكرت السلطات الإيرانية أن الغارات الإسرائيلية أوقعت 639 قتيلًا وأكثر من 1300 جريح، بينما أسفرت الصواريخ الإيرانية عن مقتل 25 إسرائيليًا وإصابة المئات، بينهم 80 في هجوم على مستشفى جنوبي البلاد. واتهمت إيران إسرائيل بقصف ثلاثة مستشفيات، كان آخرها في طهران.
تحذيرات من تدخل الميليشيات.. وإسرائيل تهدد حزب الله
مع تزايد المخاوف من انخراط ميليشيات موالية لإيران مثل الحشد الشعبي والحوثيين، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، تحذيرًا لحزب الله، واصفًا تدخله بـ”الانتحار”، في رسالة ردعية واضحة لردع أي مغامرة من الجنوب اللبناني.
القلق الإقليمي يتزايد مع احتمال توسع الحرب
كشف مصدر دبلوماسي غربي في الشرق الأوسط أن دخول الولايات المتحدة في القتال قد يشعل جميع الجبهات من قبل وكلاء إيران، رغم أن تلك الميليشيات تعاني من إنهاك مستمر منذ سنوات، خاصة بعد سقوط النظام السوري نهاية العام الماضي. وأشار المصدر إلى أن التصعيد الإيراني يحمل طابعًا معنويًا أكثر منه إعلانًا لحرب شاملة.