عربي وعالمي

منظمة الصحة العالمية تدين هجومًا دمويًا على مستشفى في السودان

أكثر من 40 مدنيًا قُتلوا بينهم أطفال وأطقم طبية... والاتهامات تتبادل بين الجيش و"الدعم السريع"

أدان مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، هجومًا على مستشفى “المجلد” في ولاية غرب كردفان، أدى إلى مقتل أكثر من 40 مدنيًا، بينهم 6 أطفال و5 من الكوادر الصحية، في تصعيد خطير للنزاع الدموي المستمر في السودان منذ أبريل 2023.

قصف في منطقة التماس

وقع الهجوم يوم السبت الماضي قرب خطوط المواجهة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، دون أن تحدد المنظمة الجهة المسؤولة. وقد أسفر الهجوم أيضًا عن عشرات الإصابات، وفقًا لمكتب منظمة الصحة العالمية في السودان.

تبادل اتهامات وسط فوضى الحرب

قوات الدعم السريع حملت القوات المسلحة السودانية مسؤولية القصف، واصفة إياه بـ”العدوان الهمجي” الذي يشكّل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني”، ولا سيما اتفاقيات جنيف لعام 1949 التي تحظر استهداف المنشآت الطبية.

من جهتها، نفت القوات المسلحة السودانية مسؤوليتها، وقال المتحدث باسمها، نبيل عبد الله، إن الاتهامات “كاذبة ومغرضة”، وأكد أن الجيش يستهدف فقط “تجمعات المليشيات” ويحرص على الالتزام بالقانون الدولي.

تقارير مستقلة ترجّح هجومًا من الجو

موقع “دارفور 24” نقل عن غرفة الطوارئ في غرب كردفان، وهي جزء من شبكة منظمات إنسانية محلية، أن الهجوم نُفّذ بواسطة غارة جوية باستخدام طائرة تابعة للجيش السوداني. كما أفادت “محامو الطوارئ”، وهي جهة ترصد الانتهاكات من الطرفين، أن المستشفى استُهدف بطائرة مسيّرة عسكرية.

أزمة إنسانية بلا حدود

منظمة “يونيسف” أعربت عن قلقها العميق عبر منصة “إكس”، مؤكدة أن الهجمات “لا تقتل وتجرح فحسب، بل تعطل أيضًا قدرة المجتمعات على الوصول إلى خدمات منقذة للحياة”. ودعت كافة أطراف النزاع لاحترام التزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف العنف فورًا.

حرب بلا هوادة منذ 2023

منذ اندلاع القتال في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على خلفية صراع على السلطة، قُتل عشرات الآلاف، ونزح أكثر من 12 مليون شخص، منهم 4 ملايين عبروا حدود السودان. كما أصبح أكثر من 20 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات الغذائية، فيما بدأت مجاعات في بعض المناطق.

هجمات متكررة على المرافق الصحية

في يناير الماضي، قُتل 70 شخصًا في هجوم على المستشفى الوحيد العامل حينها في مدينة الفاشر المحاصرة بإقليم دارفور، واتُهمت قوات الدعم السريع بالوقوف وراءه. وفي وقت لاحق، استعادت القوات المسلحة القصر الجمهوري في الخرطوم، بينما عززت الدعم السريع سيطرتها على دارفور، حيث تُتهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية تعود جذورها إلى ميليشيا الجنجويد في 2004.

الأمم المتحدة تحذّر من “خطر إبادة جديدة”

خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان، حذّرت فيرجينيا غامبا، المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية، من أن “كلا الطرفين ارتكبا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”. وأضافت أن قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها تواصل شن هجمات ذات دوافع عرقية ضد جماعات الزغاوة والمساليت والفور، محذرة من أن خطر الإبادة وجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية لا يزال “مرتفعًا للغاية” في السودان.

يارا حمادة

صحفية مصرية تحت التدريب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى