24 ساعة من التصعيد والارتباك بين إيران وإسرائيل وسط هدنة هشة
ضربات متبادلة وتصريحات متناقضة وهدنة تنهار قبل أن تبدأ رسميًا

منذ أن قصفت إيران قاعدة عسكرية أمريكية في قطر صباح الإثنين، دخلت الحرب مع إسرائيل مرحلة غير مسبوقة من الفوضى والتناقض. ساعات قليلة كفيلة بتحويل الميدان إلى ساحة من التصريحات المرتبكة، والضربات المتبادلة، ومحاولات غير مكتملة لفرض وقف إطلاق النار.
الهجوم الإيراني… ورد أمريكي ساخر
في رد مباشر على الهجمات الأمريكية التي طالت منشآت نووية إيرانية نهاية الأسبوع، أطلقت طهران 14 صاروخًا على قاعدة أمريكية في قطر. لكن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصف الهجوم بأنه “ضعيف جدًا”، مشيرًا إلى أن 13 صاروخًا تم اعتراضها دون تسجيل أي إصابات في صفوف الجنود الأمريكيين أو القطريين.
عبر منشوراته على منصة “تروث سوشيال”، أضاف ترامب بسخرية:
“لا إصابات، لا خسائر… حتى الأضرار كانت محدودة. نشكر إيران على الإشعار المسبق!”
ثم كتب بشكل مفاجئ:”مبروك للعالم… حان وقت السلام!”
هدنة مبهمة وتوقيت متضارب
في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت واشنطن، أعلن ترامب وقف إطلاق نار “كامل وشامل”، دون تحديد توقيت رسمي لبدئه. وادعى لاحقًا أن كلا من إسرائيل وإيران تواصلتا معه لإبداء رغبتهما في السلام، معلقًا:”الشرق الأوسط هو الرابح الحقيقي!”
وبحلول منتصف الليل، كتب:”الهدنة سارية الآن… من فضلكم لا تخرقوها!”
لكن إيران سرعان ما نفت وجود أي اتفاق رسمي، حيث قال وزير الخارجية عباس عراقجي على منصة “إكس”:”لا اتفاق على وقف إطلاق النار حتى الآن، لكننا لن نرد إذا أوقفت إسرائيل عدوانها قبل الرابعة فجرًا بتوقيت طهران.”
لاحقًا، في تمام 7:30 صباحًا، أعلنت إسرائيل موافقتها المشروطة على الهدنة، مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق إيراني.
انهيار الهدنة قبل أن تبدأ
رغم التصريحات المتفائلة، استمرت الضربات العسكرية. التقارير أكدت مقتل 9 أشخاص في محافظة جيلان شمال إيران نتيجة قصف إسرائيلي، بينما لقي 5 إسرائيليين مصرعهم في بئر السبع جراء قصف إيراني.
وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، اتهم طهران بانتهاك الهدنة وأمر الجيش بمواصلة “العمليات المكثفة” ضد مواقع داخل طهران.
بالمقابل، نفت إيران تلك الاتهامات، ووجهت أصابع اللوم لإسرائيل على خرق الهدنة.
غضب ترامب: لا يرضى عن الحلفاء ولا الأعداء
في السابعة صباحًا بتوقيت واشنطن، هاجم ترامب الطرفين، وقال للصحفيين أثناء توجهه إلى قمة الناتو في هولندا:
“إيران خرقت الهدنة، لكن إسرائيل فعلت الشيء ذاته. منذ إعلانها، وإسرائيل تقصف طهران بقوة. لا أؤيد ما فعله أي طرف… دولتان تتقاتلان منذ زمن لدرجة أنهما نسيتا السبب!”
ثم كتب منشورًا غاضبًا:”إسرائيل، لا تسقطوا القنابل! إن فعلتم، فذلك انتهاك جسيم. أعيدوا الطيارين فورًا!”
وبعد تقارير عن مكالمة طارئة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أكد ترامب مجددًا:”إسرائيل لن تهاجم إيران… لا أحد سيتأذى، الهدنة سارية!”
الخلاصه: الهدنة في مهب الريح
يبدو أن ما سُمِّي بـ”وقف إطلاق النار” لم يكن أكثر من لحظة خطابية مرتجلة وسط تصعيد عسكري متواصل. بينما يغرق المشهد السياسي في الضبابية، تتراجع فرص السلام في ظل فوضى التصريحات وتشابك المواقف الدولية.