تبادل جديد للأسرى بين روسيا وأوكرانيا عقب محادثات إسطنبول
تبادل الأسرى بين موسكو وكييف يعيد الأمل وسط التصعيد

في خطوة جديدة ضمن الجهود الإنسانية في ظل الحرب المستمرة، نفذت روسيا وأوكرانيا، يوم الخميس، عملية تبادل جديدة لأسرى الحرب، بناءً على اتفاق تم التوصل إليه خلال محادثات في إسطنبول بداية شهر يونيو.
عودة الجنود الأوكرانيين: ابتسامات الحرية
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن نجاح العملية، مؤكدًا عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي عودة عدد من الجنود الأوكرانيين إلى البلاد. وقال: “اليوم، يعود محاربون من القوات المسلحة، والحرس الوطني، وحرس الحدود إلى ديارهم”. وأرفق منشوره بصور للمفرج عنهم وهم يبتسمون، ما يعكس لحظات مؤثرة لعائلاتهم وشعبهم، بحسب ما نقلته وكالة “فرانس برس”.
روسيا تستعيد جنودها: الرعاية الطبية والنفسية في بيلاروسيا
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استعادة مجموعة من جنودها من الأراضي التي تسيطر عليها القوات الأوكرانية، مقابل إطلاق سراح أسرى أوكرانيين، مؤكدة أن العملية جرت في 26 يونيو، وفقًا للاتفاق المبرم في 2 يونيو بإسطنبول.
وأوضح البيان أن الجنود الروس نُقلوا فورًا إلى الأراضي البيلاروسية، حيث يتلقون الدعم النفسي والعلاج الطبي، على أن يتم لاحقًا نقلهم إلى المؤسسات الصحية التابعة لوزارة الدفاع الروسية لاستكمال التأهيل والعلاج.
اتفاق “ألف مقابل ألف”: أولوية للشباب والمرضى
وكشف مصدر مطلع على المفاوضات لوسائل إعلام روسية، منها وكالة “تاس”، أن التبادل جرى بطريقة متكافئة من حيث العدد، مشيرًا إلى أن العملية كانت ضمن إطار اتفاق شامل بين الجانبين على تبادل الأسرى بصيغة “ألف مقابل ألف”.
وبموجب هذا الاتفاق، تم منح الأولوية للإفراج عن الجنود الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عامًا، بالإضافة إلى الحالات الصحية والإنسانية الحرجة، وذلك ضمن إطار “الجميع مقابل الجميع”، شريطة ألا يقل عدد المفرج عنهم عن 1000 أسير من كل طرف.
توقعات بمراحل قادمة من التبادل
من جانبه، صرّح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن المرحلة الثالثة من عملية تبادل الأسرى قد تُنفذ قريبًا، فور الانتهاء من الإجراءات التقنية واللوجستية المتعلقة بالاتفاق الحالي، مما يشير إلى استمرار قنوات التواصل غير المباشرة بين الطرفين رغم التوترات السياسية.
تبادل إنساني في ظل الجمود السياسي
وتأتي هذه التحركات الإنسانية وسط حالة من الجمود السياسي في مسار المفاوضات بين موسكو وكييف، حيث لا تزال الهوة واسعة بين الطرفين. فبينما ترفض روسيا مقترحات أوكرانيا الداعية إلى وقف إطلاق نار شامل دون شروط، تعتبر كييف المطالب الروسية نوعًا من “الإملاءات غير المقبولة”.
وعلى الرغم من التوتر العسكري والسياسي، تشير عمليات التبادل الأخيرة إلى وجود رغبة لدى الطرفين في تخفيف الأعباء الإنسانية التي أفرزها النزاع، ولو جزئيًا، في ظل غياب حل سياسي شامل في الأفق القريب.