بوينغ تعيّن مديرًا ماليًا جديدًا وسط حملة إصلاحات شاملة

خطوة تعكس سعيها الحثيث لاستعادة الثقة والأسواق، أعلنت شركة بوينغ تعيين خيسوس “جاي” مالافي، المدير المالي السابق لشركة لوكهيد مارتن، في منصب المدير المالي الجديد للمجموعة، خلفًا لـ براين ويست الذي شغل المنصب طوال السنوات الأربع الماضية.
وقالت بوينغ في بيان رسمي إن عملية تسليم المهام ستتم في منتصف أغسطس المقبل، فيما سيواصل ويست العمل كمستشار تنفيذي للمدير التنفيذي كيلي أورتبرغ.
ويمثل هذا التعيين التغيير القيادي الأبرز منذ تسلم أورتبرغ رئاسة الشركة العام الماضي، حيث كُلّف بإصلاح ما وصفه مراقبون بـ”الأعطال الهيكلية العميقة” في بوينغ بعد سلسلة من الأزمات التصنيعية والأمنية بدأت مع كارثة تحطم طائرة 737 ماكس التابعة لشركة Lion Air في عام 2018.
ويُحسب لويست أنه أدار مالية الشركة في أكثر فتراتها اضطرابًا، وساهم في تنفيذ عملية زيادة رأس مال بلغت 24 مليار دولار العام الماضي، لتعزيز الميزانية العمومية ومواجهة ضغوط الأسواق والجهات التنظيمية.
من جهته، قال أورتبرغ إن تعيين مالافي يأتي “في لحظة حاسمة من مسيرة بوينغ، إذ نواصل المضي قدمًا في تنفيذ إصلاحات جوهرية ترتكز على السلامة والجودة.” وأضاف: “بناء فصل جديد من تاريخ الشركة يتطلب قيادة مالية قوية، وهذا ما يمثله جاي.”
وكان مالافي قد شغل منصب المدير المالي في لوكهيد مارتن لأكثر من ثلاث سنوات، ويُنظر إليه كشخصية تمتلك خبرة واسعة في قطاعات التصنيع الدفاعي والفضائي.
وتواجه بوينغ حاليًا تدقيقًا متزايدًا في أعقاب حادث تحطم مروع لطائرة 787-8 دريملاينر في الهند مطلع هذا الشهر، أسفر عن مقتل 241 من بين 242 راكبًا، بالإضافة إلى 29 ضحية على الأرض. ورغم أن أسباب الحادث لم تُكشف بعد، إلا أن المخاوف بشأن جودة التصنيع وسلامة الطائرات تجددت بقوة.
ورغم بعض التقدم في تحسين مراقبة الجودة وسير الإنتاج، مثلما حدث بعد واقعة انفصال باب طوارئ في طائرة تابعة للشركة في يناير 2024، فإن الطريق أمام بوينغ لاستعادة مكانتها كمفخرة التصنيع الأمريكي لا يزال طويلاً، بحسب تصريحات أورتبرغ الأخيرة لصحيفة فايننشال تايمز.