شدد بدر عبد العاطي، وزير الخارجية وشئون المصريين بالخارج، على أن القاهرة لن تقبل أبدًا بسياسات إسرائيل التي تقوم على فرض الهيمنة وغطرسة القوة، معتبرًا أن ما تسعى إليه تل أبيب من فرض سيطرة كاملة على قطاع غزة أمر مرفوض شكلًا ومضمونًا. وأوضح أن هذه المخططات، مهما بلغت قوتها، لن تحقق لإسرائيل الأمن أو الاستقرار، بل ستزيد من تعقيد الأوضاع وتصعيد التوتر في المنطقة.

لا حل عسكري للأزمة الفلسطينية

وأشار عبد العاطي إلى أن التجارب التاريخية أثبتت أنه لا يوجد أي حل عسكري للنزاع الفلسطيني–الإسرائيلي، سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مؤكدًا أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن الحقيقي لإسرائيل هو الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وأضاف أن تجاهل هذه الحقوق سيؤدي إلى استمرار دوامة العنف والصراع.

غياب الإرادة السياسية لدى إسرائيل

وفي مقابلة مع الإعلامي أسامة كمال ببرنامج “مساء DMC” على قناة DMC، أوضح وزير الخارجية أن الموقف بات جليًا للجميع، وهو أن إسرائيل لا تمتلك حتى الآن الإرادة السياسية اللازمة للتوصل إلى اتفاق شامل ينهي الحرب ويضمن أمن جميع الأطراف. وأكد أن غياب هذه الإرادة هو العقبة الأساسية أمام أي تقدم في المسار التفاوضي، وأن الحل لن يأتي إلا عبر مفاوضات جادة تلتزم بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

عقبات داخلية تعطل المسار التفاوضي

أوضح عبد العاطي أن هناك اعتبارات داخلية في إسرائيل تحول دون إحراز أي تقدم في المفاوضات، من بينها الانقسامات السياسية الداخلية، والصراعات على مراكز النفوذ، والضغوط التي تمارسها تيارات متشددة ترفض أي تنازل للفلسطينيين. وأكد أن هذه العوامل الداخلية تجعل من الصعب المضي قدمًا نحو حلول سلمية، حتى في ظل ضغوط دولية متزايدة.

دعوة لحلول شاملة وعادلة

اختتم وزير الخارجية حديثه بالتشديد على أن مصر، بحكم دورها الإقليمي ومسؤولياتها التاريخية تجاه القضية الفلسطينية، ستواصل العمل من أجل التوصل إلى حل شامل وعادل يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأكد أن أي تسوية حقيقية يجب أن تقوم على مبدأ الدولتين، واحترام القرارات الدولية، ووقف سياسات القوة التي لا تؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة.

اقرأ أيضاً:

عبد العاطي يشيد بالعلاقات التاريخية بين مصر واليونان