
ستيف بانون يتحدث بعد السجن: “ترامب لن يغيب عن ذاكرتكم“
في قلب واشنطن، حيث تتقاطع السياسة مع الأيديولوجيا، جلس ستيف بانون، أحد أبرز مهندسي ظاهرة ترامب، في مطعم “بترورث” محاطًا بمؤيدين ومحبين لما تُعرف بـ”حركة ماغا”. بعد تجربة السجن وخروج مثير للجدل، لا يبدو أن بانون فقد بريقه أو تأثيره في أوساط اليمين الشعبوي الأمريكي.
تجربة السجن: “توقفت عن أكل اللحوم”
أمضى بانون أربعة أشهر في السجن العام الماضي بعد رفضه التعاون مع التحقيقات المتعلقة باقتحام الكونغرس في 6 يناير. رغم قساوة التجربة، يروي بانون تفاصيلها بنبرة ساخرة، قائلاً:
“الطعام كان سيئًا جدًا لدرجة أنني توقفت عن أكل اللحوم لعام كامل“.
ويضيف أن السجن كان محطة للتأمل، لا العقوبة، وأنه خرج منه أكثر اقتناعًا بقضايا العدالة وإصلاح النظام القضائي.
الضربات لإيران: “ترامب أفلت من فخ الحرب“
ينتقد بانون بشدة الضربات الأمريكية الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، مؤكدًا أنها كانت خطوة محسوبة لا اندفاعًا متهورًا.
“ترامب عرف كيف يرسل رسالة حازمة دون أن ينجر إلى مستنقع حرب دائمة“،
يقول بانون، معتبرًا أن الخطر الحقيقي لا يأتي من إيران بل من الصين، التي يرى أنها التحدي الاستراتيجي الأكبر لأمريكا.
زهران ممتازي… إعجاب غير متوقع
بشكل مفاجئ، يعلن بانون إعجابه بالمرشح الديمقراطي الاشتراكي زهران ممتازي، الذي فاز بسباق عمدة نيويورك بعد هزيمته أندرو كومو.
“ممتازي يجمع بين الأصالة والشعبوية… نحن نختلف في الحلول، لكننا نتشابه في تشخيص المرض”،
بهذا يوضح بانون أن خصوم ترامب لا يعني بالضرورة أنهم خارج حساباته الفكرية.
كراهية داخل السجون… وفرصة لترامب
من داخل السجن، استشعر بانون ما يصفه بـ”الكره العميق” لدى السجناء السود واللاتينيين تجاه الحزب الديمقراطي. ويرى أن ترامب لديه فرصة ذهبية لكسب هذه الفئات المهمشة انتخابيًا، بشرط أن يُظهر اهتمامًا حقيقيًا بإصلاح السجون ومظالم الأقليات.
عن ترامب: “قائد من طراز واشنطن ولينكولن”
يرفض بانون اعتبار دونالد ترامب ظاهرة عابرة.
“ترامب ليس مجرد رئيس… إنه قائد تاريخي سيبقى حاضرًا في الوعي السياسي لأمريكا لعقود”،
يقول بانون، مشبهًا تأثيره بقادة مؤسسين مثل جورج واشنطن وأبراهام لينكولن.
الخاتمة: “هل قلت ما يكفي؟”
بعد ساعتين من الحديث الصريح والمشحون، أنهى بانون اللقاء بسؤال يحمل بصمة ثقته المعتادة:
“هل قدمت ما يكفي؟”
والإجابة تبدو واضحة: بانون لا يزال يعرف كيف يصنع الجدل، حتى لو خرج لتوه من زنزانة.