الاقتصاد

آمال في ازدهار الاقتصاد الأخضر بأفريقيا خلال قمة المناخ

تشير المؤشرات الأولى إلى انطلاقة محتملة للاقتصاد الأخضر في أفريقيا، مدفوعة بالاستثمار في الطاقة الشمسية وزيادة التمويل منخفض الكربون، مما يفتح آفاقًا لتحويل اقتصاد القارة وتحقيق تنمية مستدامة.

يُعقد الأسبوع الجاري قمة المناخ الأفريقية في أديس أبابا، إثيوبيا، قبل قمة الأمم المتحدة العالمية COP30 في نوفمبر. ويدعو القادة الأفارقة الدول الغنية لزيادة الدعم المالي والتكنولوجي للقارة، مؤكدين أن دون هذا الدعم سيكون الانتعاش الأخضر هشًا وغير متكافئ.

قال ريتشارد موينغي، المبعوث المناخي ومستشار رئيس تنزانيا:”أفريقيا مستعدة للمشاركة في الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ، شرط توفير التمويل والتكنولوجيا وبناء القدرات.”

النمو في الطاقة المتجددة

شهدت أفريقيا زيادة قياسية في واردات الألواح الشمسية خلال 12 شهرًا حتى يونيو، مع ارتفاع الواردات من الصين بنسبة 60%، من 9 ميجاوات في 2024 إلى 15 ميجاوات، مع ثلاثة أضعاف الواردات إلى دول خارج جنوب أفريقيا.

لكن على الرغم من النمو، لا تزال أفريقيا متأخرة مقارنة بالقارات الأخرى، حيث تمثل فقط 4% من إنتاج الطاقة الشمسية عالميًا، بينما يمتلك بلجيكا في 2023 عدد ألواح مساوٍ للقارة بأكملها.

 

قال موينغي:”هناك بصيص أمل في زيادة الاستثمار، لكنه لا يزال ضئيلًا مقارنة ببقية دول الجنوب العالمي.”

 

التحديات التمويلية

أفادت التقارير أن أفريقيا بحاجة إلى 70 مليار دولار سنويًا على الأقل لتكييف بنيتها مع آثار تغير المناخ، بينما لم يُقدّم سوى 15 مليار دولار في 2023. وإذا لم يتم سد هذه الفجوة التمويلية، فقد تتسبب الآثار المناخية في خسارة خمس الناتج المحلي الإجمالي للقارة بحلول 2050.

وأكد باتريك فيركويجن، الرئيس التنفيذي لمركز التكيف العالمي، على ضرورة زيادة تمويل الدول الغنية لتكيف أفريقيا، مشيرًا إلى أن القارة مسؤولة عن 4% فقط من انبعاثات الغازات الدفيئة لكنها تتحمل معظم آثار الأزمة.

التحديات الاجتماعية والاقتصادية

يعيش نحو 600 مليون شخص في أفريقيا بدون كهرباء، ويستخدم حوالي مليار شخص الحطب أو الوقود الملوث للطهي، مع تأثير كبير على النساء والفتيات.

تقول ميلكو يرغا من منظمة Mercy Corps:”الطاقة المتجددة ليست فقط أكبر فرصة لأفريقيا، بل ضرورة عاجلة. فهي تمكّن من الري، وتخزين الغذاء، والإنذار المبكر، والرعاية الصحية، وسبل العيش.”

كما تواجه القارة انخفاض التمويل الخارجي وارتفاع ديون الدول، مما يزيد الحاجة لدعم القطاع العام والتمويل الدولي لضمان استدامة الاستثمار في الطاقة المتجددة والتكيف مع المناخ.

الموارد الطبيعية والفرص العالمية

تمتلك أفريقيا احتياطيات كبيرة من المعادن الأساسية (الكوبالت، الليثيوم، النحاس، النيكل، والمعادن النادرة)، ما يجعلها هدفًا عالميًا للاستثمار في صناعة الطاقة المتجددة. ومع ذلك، ظهرت انتهاكات حقوق الإنسان في بعض مناطق التعدين، بما في ذلك العمل القسري للأطفال واستغلال النساء، خاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما تملك بعض الدول الأفريقية احتياطيات من الغاز الطبيعي، والتي ترى القارة ضرورة استغلالها لتحقيق التنمية، رغم أثرها على المناخ.

أهمية دعم الدول الغنية

أوضح أباي يميري من Climate Policy Lab في الولايات المتحدة:”إذا لم يتم التعامل مع أزمة المناخ في أفريقيا، فسيكون لذلك تأثير على الهجرة والتنمية العالمية. على الدول الغنية النظر إلى مصالحها الوطنية ورؤية أهمية دعم القارة.”

خلاصة: أفريقيا أمام فرصة ذهبية للانتعاش الأخضر، لكن نجاح هذا المسار يعتمد على تمويل مستدام، دعم دولي، واستغلال مسؤول للموارد الطبيعية، مع التركيز على توسيع الطاقة المتجددة وتحقيق التكيف مع تغير المناخ لضمان مستقبل اقتصادي مستدام للقارة.

 

إقرأ أيضا:

إسباني بين قتلى هجوم القدس وسط تصاعد الانتقادات لسياسات إسرائيل في غزة

إسراء حموده ابوالعنين

إسراء أبو العنين صحفية مصرية «تحت التمرين»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى