عربي وعالمي

البنية التحتية الأوروبية غير جاهزة: إنذار أوروبي لمواجهة تهديدات روسيا

أوروبا تستعد للحرب: تحديات البنية التحتية العسكرية

وسط تصاعد التوترات الأمنية مع روسيا، حذّر مسؤول النقل في الاتحاد الأوروبي من أن البنية التحتية للطرق والسكك الحديدية في أوروبا غير مهيأة لتحمل سيناريوهات حرب شاملة، مشددًا على أن القارة بحاجة إلى تحوّل جذري في استراتيجيتها اللوجستية إذا أرادت أن تدافع عن حدودها الشرقية بشكل فعّال. هذا التحذير يأتي في سياق جهود أوروبية أوسع لتقليل الاعتماد على المظلة الدفاعية الأمريكية، وتعزيز قدراتها الذاتية تحسبًا لأي عدوان روسي محتمل في السنوات المقبلة.

 

خطوط الإمداد لا تحتمل الدبابات

أكد المفوض الأوروبي للنقل، اليوناني أبوستولوس تزيتزيكوستاس، أن دبابات الناتو، في حال الحاجة لتحرك عاجل شرقًا، قد تتسبب في انهيار جسور أو تعطل في أنفاق بسبب الوزن الزائد. أشار إلى أن الكثير من الطرق الأوروبية صُممت للشاحنات التي تزن نحو 40 طنًا، بينما يمكن أن يصل وزن الدبابة الواحدة إلى 70 طنًا، ما يُحدث فجوة حرجة في القدرة على الاستجابة السريعة.

 

الانتقال من الغرب إلى الشرق قد يستغرق شهورًا

قال تزيتزيكوستاس إن نقل المعدات العسكرية من غرب أوروبا إلى شرقها “يستغرق أسابيع، بل وربما شهورًا”، وهو أمر لا يتماشى مع متطلبات الدفاع الحديث أو مع واقع التهديدات الحالية. هذا التأخير لا يتعلق فقط بالبنية التحتية، بل أيضًا بإجراءات بيروقراطية تعيق التنقل عبر الحدود.

خطة أوروبية لاستثمار 17 مليار يورو

يقود المسؤول الأوروبي خطة طموحة لرصد 17 مليار يورو من ميزانية الاتحاد الأوروبي القادمة لتطوير البنية التحتية الداعمة للحركة العسكرية، بما يشمل تحديث نحو 500 مشروع على أربعة ممرات عسكرية رئيسية تمتد عبر القارة. هذه المشروعات حُددت بالتعاون مع حلف الناتو وخبرائه العسكريين، لكن تفاصيلها تبقى سرية لأسباب أمنية.

 

تقليص الإجراءات البيروقراطية العابرة للحدود

أحد عناصر الخطة يتضمن تقليص “الورقيات” التي قد تتسبب في “احتجاز الدبابات عند المعابر الحدودية”، كما وصفها تزيتزيكوستاس. وتهدف الإجراءات الجديدة إلى تسهيل التنقل السريع للجيوش والمعدات، في حال نشوب أي أزمة أو اعتداء، وتقليل زمن الاستجابة من أسابيع إلى ساعات أو أيام قليلة.

 

التحول من الاتكالية إلى الاعتماد الذاتي

هذا التوجه يأتي ضمن استراتيجية أوسع للاتحاد الأوروبي لتعزيز الاستقلال الدفاعي، في ظل تراجع الالتزام الأمني الأمريكي بالقارة، خاصة مع تصاعد الدعوات من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتقليص الإنفاق الأمريكي في الدفاع عن أوروبا، ودفع الأوروبيين لتحمل المسؤولية بأنفسهم.

 

رصد 800 مليار يورو ضمن خطة تسلح شاملة

بجانب خطة النقل، تعمل بروكسل على تنفيذ خطة تسلح ضخمة تصل قيمتها إلى 800 مليار يورو، هدفها تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية وتعويض الفجوة في حال تقلص الدعم الأمريكي، وكذلك لردع أي تحركات عدوانية روسية محتملة، خصوصًا في ظل دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الرابع.

 

خلافات محتملة داخل الاتحاد بشأن التمويل

رغم إدراج مبلغ 17 مليار يورو في مقترح موازنة الاتحاد للأعوام 2028-2034، إلا أن دبلوماسيين أوروبيين حذروا من أن الرقم قد يُخفّض خلال المفاوضات، بسبب الخلافات المتوقعة بين الدول الأعضاء حول الأولويات والإنفاق. ومع ذلك، يأمل تزيتزيكوستاس في أن ينجح المشروع باعتباره جزءًا من التزام أوسع لحلف الناتو بزيادة الإنفاق الدفاعي ليصل إلى 5% من الناتج المحلي، منها 1.5% مخصصة للبنية التحتية العسكرية.

 

سباق مع الزمن قبل 2030

تحذيرات تزيتزيكوستاس تتقاطع مع ما صرّح به الأمين العام الجديد لحلف الناتو مارك روته، الذي قال إن هجومًا روسيًا على دولة عضو بالحلف قد يحدث قبل عام 2030، ما يجعل التحرك الأوروبي الحالي بمثابة سباق مع الزمن لتحصين القارة عسكريًا ولوجستيًا.

اقرا ايضا

النيابة تحذر من منصات الاستثمار الوهميه: قضايا متكررة تكشف مخططات نهب المواطنين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى