محاكاة حربية تكشف ضعف استعداد تايوان وحلفائها لغزو صيني محتمل
دراسة تفاعلية تكشف ثغرات تنسيق الرد الدفاعي وتشير إلى ارتباك سياسي

أجرت مؤسسة “مدرسة تايبيه للاقتصاد والعلوم السياسية” محاكاة حربية تفاعلية غير تقليدية في العاصمة التايوانية، كشفت عن ثغرات واضحة في خطط الدفاع التايوانية والدولية أمام غزو صيني محتمل. وأثارت المحاكاة تساؤلات جديدة حول مدى التزام إدارة ترامب المحتملة بمساندة الجزيرة.
مشاركة غير تقليدية: مدنيون وعسكريون يحاكون سيناريو الغزو في 2030
جاءت هذه المحاكاة بقيادة مدنية هي الأولى من نوعها في تايوان، بمشاركة مسؤولين سابقين من الولايات المتحدة واليابان وتايوان، إلى جانب فريق مثّل الجيش الصيني. تناول السيناريو الرئيسي فرضية غزو صيني لتايوان بحلول عام 2030، اعتمادًا على تطور القدرات العسكرية الصينية.
تصعيد تدريجي يُحاكي الواقع… من التهديد إلى الهجوم الصاروخي
بدأ التمرين بتوتر داخلي صيني وتصعيد إعلامي، تلاه حصار جزئي للجزيرة وهجوم صاروخي واسع. وشهدت المحاكاة أيضًا أحداثًا مفاجئة مثل استهداف سفن تايوانية ومنع الملاحة، بل وقيام كوريا الشمالية بتجارب صاروخية فوق اليابان، ما زاد من تعقيد المشهد.
خطط دفاعية قائمة على افتراضات هشة
أوضحت النتائج أن تايوان تعتمد بشكل مفرط على تدخل عسكري أمريكي سريع، رغم عدم وضوح السياسة الأمريكية بسبب “الغموض الاستراتيجي”. ورغم تعهدات سابقة من إدارة بايدن، فإن الغموض زاد مع احتمال عودة ترامب للسلطة، ما يجعل الاعتماد على واشنطن أمرًا محفوفًا بالمخاطر.
انقسام حول جدوى التصعيد العسكري المبكر
أصر المشاركون الأمريكيون على أن الرد العسكري السريع هدفه ردع بكين مبكرًا، لكن المنظمين اعتبروا ذلك ردًا مفرطًا سابقًا لأوانه. وقال أحدهم إن “أي حادث بسيط في المنطقة قد يشعل فتيل صراع واسع”، في إشارة إلى حساسية الوضع في مضيق تايوان.
وضوح عسكري وغموض سياسي أمريكي
حدد الفريق الأمريكي بداية الحصار البحري كـ”خط أحمر” للتدخل العسكري، لكن التناقض في خطاب إدارة ترامب تجاه تايوان عمّق من المخاوف لدى الحلفاء، وأضعف الثقة بالاستجابة الأمريكية في حال اندلاع نزاع فعلي.
تايوان بين تردد الرد ومخاطر التصعيد
تعرض الفريق التايواني لانتقادات واسعة بسبب امتناعه عن الرد على اختراق صيني لمياه الجزيرة، ما فُسّر محليًا على أنه ضعف. وفي موقف آخر، تهرب الفريق من اتخاذ قرار حساس بحجة أنه من اختصاص الرئاسة، مما أبرز غياب مرونة في اتخاذ القرار العسكري الميداني.
خلل في التنسيق التايواني-الياباني يثير القلق
عبّر الفريق الياباني عن إحباطه من ضعف التنسيق مع تايوان، مشيرًا إلى أن المحاكاة عكست الواقع الفعلي للعلاقات الدفاعية. ويُعزى هذا الضعف إلى غياب تايوان عن مناورات إقليمية بسبب الضغوط الصينية، ما يحرمها من فرص تطوير الشراكات العسكرية.
تحسن تدريجي رغم الثغرات
أكد الأدميرال التايواني المتقاعد لي شي-مين أن أداء الفريق تحسن في المراحل المتقدمة، مشيرًا إلى أن الهدف من التمرين هو كشف نقاط الضعف وليس الانتصار. وأضاف: “يمكننا أن نخسر مئة مرة في التمارين، لكننا يجب أن نربح في الحرب الحقيقية”.
خلاصات المحاكاة سترفع للحكومة خلال أسابيع
من المنتظر أن تُقدَّم نتائج المحاكاة إلى الحكومة التايوانية، بهدف تطوير استراتيجيات الدفاع وتحسين الاستعداد لأي تهديدات مستقبلية، في ظل واقع جيوسياسي متغير وضغوط صينية متزايدة.