أعلنت القوات البرية الباكستانية عن دخول صاروخ كروز جديد، يحمل اسم “فاتح-4” (FATAH-IV)، إلى الخدمة، في خطوة تعكس استمرار إسلام آباد في تطوير قدراتها الصاروخية محليًا، مع الاستفادة من منصات إطلاق مستوردة. الصاروخ الجديد، الذي كشفت عنه تقارير Clash Report، يمثل إضافة نوعية إلى الترسانة الباكستانية، بمدى يصل إلى 750 كيلومترًا، وقدرة عالية على إصابة الأهداف بدقة تصل إلى خمسة أمتار فقط، ما يمنحه قيمة استراتيجية في أي مواجهة إقليمية محتملة.
المواصفات التقنية والقدرات العملياتية
يبلغ وزن صاروخ فاتح-4 حوالي 1,530 كيلوجرامًا، ويحمل رأسًا حربيًا يزن 330 كيلوجرامًا، قادرًا على تدمير أهداف عالية القيمة داخل عمق أراضي الخصوم. يتحرك الصاروخ بسرعة تقارب 0.7 ماخ، ما يجعله ضمن فئة الصواريخ الكروز دون الصوتية، وهي الفئة التي تتميز بقدرتها على الطيران المنخفض وتفادي أنظمة الرادار. يعتمد الصاروخ على مركبة إطلاق صينية الصنع من طراز Taian TA5450 8×8، مزودة بثلاثة حاويات إطلاق جاهزة، مما يتيح مرونة في الانتشار والتنقل السريع.
أهداف استراتيجية وتكتيكات الردع
مدى الصاروخ البالغ 750 كيلومترًا يضع مجموعة من الأهداف الحيوية في المنطقة ضمن نطاق الضرب، بما في ذلك مراكز القيادة، القواعد الجوية، والبنى التحتية الإستراتيجية. هذه القدرات تجعل من فاتح-4 أداة فعالة في تكتيكات الردع الباكستانية، إذ يمكن نشره بسرعة وإعادة تموضعه لتفادي الضربات الاستباقية. كما أن دقته العالية تعزز من فعاليته ضد أهداف محصنة أو حساسة، وهو ما يتماشى مع استراتيجية باكستان في الحفاظ على توازن الردع التقليدي إلى جانب برنامجها الصاروخي الباليستي.
البعد الجيوسياسي ودلالات الإطلاق
إزاحة الستار عن فاتح-4 تأتي في سياق سباق تسلح إقليمي، حيث تسعى باكستان إلى موازنة تفوق خصومها المحتملين، وخاصة الهند، في مجالات التسليح المتقدم. استخدام منصة إطلاق صينية يعكس عمق التعاون الدفاعي بين إسلام آباد وبكين، ويوفر في الوقت ذاته عنصرًا إضافيًا من المرونة في تصميم وتنفيذ العمليات. هذه الخطوة مرشحة لأن تثير اهتمامًا ومراقبة دقيقة من قبل القوى الإقليمية والدولية، نظرًا لقدرتها على التأثير في معادلات الأمن الإقليمي.
إقرأ ايضَا…
فنلندا تتهم طاقم ناقلة نفط بتخريب كابلات بحرية
