الصحة والتعليم

خاص|داليا الحزاوي:عيوب الثانوية العامة ومزايا نظام البكالوريا المصرية في عيون أولياء الأمور

الخبيرة التربوية داليا الحزاوي تدعو إلى تطوير جذري للثانوية العامة بما يراعي قدرات الطلاب ويحاكي احتياجات سوق العمل

أكدت داليا الحزاوي، مؤسسة ائتلاف أولياء أمور مصر والخبيرة التربوية، أن نظام الثانوية العامة في صورته الحالية يعاني من عدة سلبيات تؤثر سلبًا على الطلاب وأولياء الأمور، موضحة أن كثرة المواد الدراسية، والاعتماد المفرط على الحفظ والتلقين، وعدم الارتباط بسوق العمل أو علوم المستقبل، كلها عوامل تؤدي إلى إرهاق الطالب دون تحقيق الهدف التعليمي المنشود.

وكما انتقدت الحزاوي اعتماد النظام على امتحان “الفرصة الوحيدة”، مشيرة إلى أن تعرض الطالب لأي ظرف قهري أثناء الامتحانات قد يضيع مستقبله بالكامل، فضلاً عن أن رسوبه في أي مادة يجعله لا يحصل سوى على 50% من درجة النجاح حتى لو حصل لاحقًا على درجات مرتفعة في إعادة الامتحان، مما يكرّس لعدم تكافؤ الفرص.

مزايا البكالوريا المصرية: تقليل الضغط وربط التعليم بسوق العمل

وعن نظام البكالوريا المصرية الذي تعكف وزارة التربية والتعليم على تطبيقه، قالت الحزاوي إنه يقدم حلولًا واقعية للتحديات القائمة، أبرزها تقليل عدد المواد الدراسية بما يخفف الضغط على الطلاب، وإدخال مقررات جديدة تتماشى مع المستقبل، مثل البرمجة وعلوم الحاسب.

وكما نوّهت إلى أن النظام الجديد يتيح للطلاب اختيار المسار الذي يناسب ميولهم وقدراتهم، مما يعزز من فرص الإبداع والتخصص المبكر.

و أضافت ف تصريحات خاصة لموقع “العالم ف دقائق” ،أن من أهم مميزات هذا النظام هو إتاحة فرصة التحسين للطلاب، مما يقلل من رهبة الامتحانات النهائية، لكن مع ضرورة وضع ضوابط واضحة لمنع تكرار أزمة “صراع المجاميع” كما حدث في التجارب السابقة.

 رسوم التحسين تثير جدلاً بين أولياء الأمور

وأشارت الحزاوي إلى أن قرار الوزارة بتحديد مبلغ 200 جنيه كرسوم لتحسين المواد هو خطوة جيدة في تنظيم العملية، لكنها حذرت من تأثير هذا القرار على مبدأ تكافؤ الفرص، خاصة أن بعض الطلاب قد لا يستطيعون دفع هذا المبلغ، مما يضعهم في موقف غير متكافئ مقارنةً بزملائهم.

وطالبت بوجود بدائل دعم للطلاب غير القادرين على دفع رسوم التحسين، حتى لا تتحول الميزة إلى عبء جديد على بعض الأسر.

 مطالب بالمرونة في الالتحاق بالكليات

وفيما يتعلق بتوزيع الطلاب على الكليات وفقًا للمسارات، شددت الحزاوي على ضرورة إتاحة مرونة في التنسيق، بحيث يمكن للطالب التقديم لأكثر من مسار إذا رغب، حتى يتمكن من دخول الكلية التي يحلم بها، بدلاً من حصره في اختيارات محدودة.

وكما طالبت الوزارة بالإفصاح الكامل والواضح عن قائمة الكليات المتاحة لكل مسار حتى يتمكن الطلاب من اتخاذ قراراتهم عن وعي.

 مخاوف من تطبيق “أعمال السنة” في الإعدادية

وفي سياق متصل، أعربت الحزاوي عن قلق أولياء الأمور من تطبيق نظام “أعمال السنة” على طلاب الشهادة الإعدادية، لافتة إلى أن بعض المعلمين قد يستغلون هذا النظام بشكل سلبي، ويفرضون على الطلاب حضور دروس خصوصية لديهم مقابل درجات أعلى.

وطالبت بضرورة وجود آليات رقابية صارمة لرصد ومتابعة أعمال السنة، حتى لا تُستخدم كورقة ضغط على الطالب وولي الأمر.

 الاستعداد الشامل ضرورة قبل تطبيق أي نظام جديد

واختتمت داليا الحزاوي تصريحاتها بالتأكيد على أن الوقت قد حان لتطوير نظام الثانوية العامة، ولكن بشرط وجود استعداد كامل قبل التطبيق، من خلال تدريب المعلمين على المناهج الحديثة، وخاصة البرمجة، وسد عجز المعلمين المزمن، وتجهيز المدارس بمعامل الكمبيوتر والأدوات التكنولوجية اللازمة، بالإضافة إلى توفير تقدير مادي ومعنوي للمعلم باعتباره العمود الفقري لأي عملية تطوير تعليمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى