“مته فريدريكسن: أوروبا على المحك.. خطة أمنية واقتصادية جديدة لمواجهة روسيا والهجرة والركود
رئيسة وزراء الدنمارك تطلق نداءً صارخًا لإعادة بناء أمن أوروبا وتحرير بيئة الأعمال خلال رئاسة بلادها لمجلس الاتحاد الأوروبي

في كلمة وُصفت بأنها الأكثر وضوحًا وحسمًا خلال السنوات الأخيرة، دعت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن، من منبر البرلمان الأوروبي، إلى تحرك أوروبي شامل لمواجهة ما أسمته بـ”أكبر التحديات منذ أربعينيات القرن الماضي”، واضعة الأمن والابتكار في قلب أولويات رئاسة بلادها لمجلس الاتحاد الأوروبي.
الأمن الأوروبي أولاً: اعتراف بأخطاء الماضي وتحذير من روسيا
أكدت فريدريكسن أن أوروبا ارتكبت خطأ تاريخيًا بتقليص ميزانيات الدفاع، مشددة على أن روسيا تعيد تسليح نفسها بوتيرة مقلقة.
ودعت إلى استعداد شامل للقارة الأوروبية للدفاع الذاتي الكامل بحلول عام 2030، معتبرة أن أوكرانيا مثال للصمود والتصنيع العسكري رغم الحرب.
الهجرة والتفكك الاجتماعي: أزمة داخلية تهدد الاستقرار
حذرت فريدريكسن من تأثيرات الهجرة غير الشرعية، ووصفتها بأكبر التحديات التي تواجه السياسات الداخلية للدول الأوروبية.
وطالبت بتشديد الرقابة على الحدود وتطوير آليات الترحيل القسري بطريقة أسرع وأكثر فاعلية. كما اتهمت موسكو باستخدام اللاجئين كسلاح جيوسياسي ضد الاتحاد الأوروبي في إطار ما وصفته بـ”الحرب الهجينة”.
التنافسية والابتكار: بيروقراطية تهدد المستقبل الاقتصادي
في الملف الاقتصادي، انتقدت رئيسة الوزراء الأوروبية ما اعتبرته تعقيدات بيروقراطية تُثقل كاهل الشركات والمواطنين، وتعرقل الابتكار.
ودعت إلى تحرير بيئة الأعمال دون الإضرار بالمعايير البيئية والاجتماعية، مع الحفاظ على التزامات أوروبا تجاه التحول الأخضر.
التكنولوجيا الخضراء والمناخ: لا تراجع عن التحول البيئي
رغم التركيز على النمو الصناعي، شددت فريدريكسن على ضرورة الالتزام بالتحول الأخضر، مشيرة إلى أن موجات الحر التي تضرب القارة تمثل إنذارًا خطيرًا. ودعت لتعزيز مكانة أوروبا كقائد عالمي في مجال التكنولوجيا المناخية المستدامة.
السياسة التجارية: انتقاد مبطن للحمائية الأمريكية
لم تخف فريدريكسن انتقادها للسياسات الحمائية، خاصة التي اتبعها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وطالبت ببناء شراكات تجارية جديدة وتنويع سلاسل التوريد، بدلًا من الانغماس في الحروب التجارية التي تضعف الاقتصاد الأوروبي.
توسعة الاتحاد الأوروبي: أوكرانيا والبلقان أولوية استراتيجية
أكدت فريدريكسن أن ضم أوكرانيا، ومولدوفا، ودول البلقان يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من الرؤية الأمنية والاستراتيجية لأوروبا، في رسالة واضحة لروسيا مفادها أن أوروبا ماضية في طريقها الديمقراطي.
الدفاع عن الهوية الليبرالية: قيم أوروبا في خطر
اختتمت فريدريكسن كلمتها بالتأكيد على أهمية الدفاع عن القيم الليبرالية الأوروبية من ديمقراطية، وحرية تعبير، وسيادة القانون، في مواجهة التشكيك المتزايد.
وقالت: “أوروبا لا تُبنى بالخطب، بل بالفعل السياسي الموحد”.
دعوة أوروبية لحسم الملفات الأمنية والاقتصادية
رسالة مته فريدريكسن جاءت واضحة ومباشرة: لا وقت للتردد، وأوروبا بحاجة لإعادة بناء نفسها أمنيًا واقتصاديًا، في ظل تحديات من الداخل والخارج. وهي دعوة تستوجب استجابة موحدة وسريعة من البرلمان الأوروبي وقادة القارة.