دين ومجتمع

شجرة الغرقد تثير الجدل من جديد.. ما علاقتها بنهاية الزمان؟

«الغرقد» شجرة اليهود تعود إلى الواجهة

في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، عاد الحديث مجددًا عن شجرة الغرقد، المعروفة في الموروث الإسلامي بـ”شجرة اليهود”.

ارتبطت هذه الشجرة في الأحاديث النبوية بمشاهد نهاية الزمان، حيث يُقال إنها ستكون الوحيدة التي يختبئ خلفها اليهود في المواجهة الأخيرة مع المسلمين.

شجرة الغرقد هي شجيرة جاثية شوكية، يتراوح ارتفاعها بين مترين وخمسة أمتار. أوراقها ضيقة وملعقية تميل إلى الأصفر الفاتح.

بينما أزهارها بيضاء مزرقة، ثمارها حمراء صغيرة بحجم حبة الحمص، لكنها غير صالحة للأكل وتنبعث منها رائحة كريهة.

دلالات دينية تُعيد تشكيل الوعي

يرى البعض أن اليهود يحرصون على زراعة هذه الشجرة في مستوطناتهم، اعتقادًا بأنها ستحميهم في آخر الزمان.

يُستند في ذلك إلى الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، وفيه قال رسول الله ﷺ: “لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر أو الشجر، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد، فإنه من شجر اليهود”.

هذا الاعتقاد الديني يعكس كيف تتحول بعض الرموز النباتية إلى دلالات عقائدية عميقة.

مع عودة الحديث عن الغرقد، تتجدد الرمزية المرتبطة بها، لا بوصفها مجرد نبات، بل باعتبارها جزءًا من مشهد ديني يعكس صراعًا طويلًا في المخيلة الإسلامية.

تداخل العقيدة بالواقع السياسي

الاهتمام المتزايد بهذه الشجرة في الفترة الأخيرة يكشف عن تداخل المعتقدات الدينية مع الواقع السياسي.

يُبرز أيضًا كيف يلعب التراث دورًا في تفسير الحاضر، وتوجيه مشاعر القلق والتساؤل بشأن مستقبل الصراع في المنطقة.

في النهاية، تبقى شجرة الغرقد رمزًا مشحونًا بالمعاني، تثير الجدل حين تُذكر، وتُعيد إلى الأذهان روايات ترتبط بالمواجهة والمصير، وسط واقع إقليمي لا يزال مشحونًا بالتصعيد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى